أكد عبد المالك سايح المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها بأن كل المؤشرات تشير بأن الجزائر مقبلة على كارثة اجتماعية وإنسانية من خلال الانتشار الواسع لظاهرة المخدرات التي تركت آثارا مدمرة على كافة المستويات، مؤكدا في ذات السياق على ضرورة التحدي لهذه الظاهرة الخطيرة• واعتبر سايح خلال افتتاحه اليوم العالمي لمكافحة المخدرات أمس بدار الثقافة بسطيف أن الجزائر باعتبارها منطقة عبور مرشحة لتطور واستفحال هذه الآفة لأسباب واقعية أملتها بعض الظروف منها الحدود الجزائرية مع المغرب الذي يعتبر من أكبر الدول المنتجة للقنب الهندي بنسبة 60% من الإنتاج العالمي وكذلك قيام الدول الأوروبية بغلق أبوابها أمام التهريب الغربي مع عزوف الأوروبيين عن تناول هذا النوع من المخدرات وتعويضه بالكوكايين، إلى جانب بروز منافسة افريقية في إنتاج مادة القنب الهندي، معتبرا في ذات الوقت أن السوق الجزائرية أصبحت مواتية بالنظر إلى النسبة المسجلة لدى فئة الشباب والتي وصلت إلى 85% والتي تخص فئة من 16 إلى 45 سنة• وفي نفس السياق أكد المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات على ضرورة التحكم في هذه الظاهرة الخطيرة وذلك بالتعاون وبالتنسيق مع كل الفاعلين الأساسيين مع جميع القطاعات الحكومية وكذلك الجمعيات الوطنية المهتمة بمحاربة هذه الآفة في إطار المخطط التوجيهي الذي وضعته المديرية والذي يرمي إلى محاربة هذه الظاهرة من خلال عمليتي التحسيس والتوعية إلى جانب عملية الردع• وأكد عبد المالك سايح أن التصدي لهذه الآفة الاجتماعية والتي تعتبر كبرى الانشغالات الأساسية للمجتمعات، أصبح من الضروري وضع دراسات محكمة تبحث في تشخيص هذه الظاهرة وأسبابها والمحيط الملائم لها، إلى جانب تحديد نسبة الشباب الذي يستهلك هذه المادة، معتبرا بأن الجزائر تعتبر من أهم الدول الحريصة على محاربة هذه الآفة ضمن الانشغال العالمي والتضامن الدولي في محاربة ظاهرة المخدرات، مؤكدا في ذات الوقت أن الجزائر تحترم كل الاتفاقيات الخاصة بالتحدي لهذه الآفة، فهي حريصة دائما على تقديم التقارير إلى المكتب الدولي لمكافحة المخدرات• وأكد عبد المالك سايح أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد أولى لهذه الظاهرة اهتماما معتبرا وذلك بوضع مشروع طموح في بناء 53 مركزا استشاريا و15 مركزا لاحتواء مرضى المخدرات إلى جانب تكوين 83 خلية استماع، وتخصيص غلاف مالي يقدر ب 500 مليار لاحتواء هذه الآفة• وعلى هامش إحياء اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وضع الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها بالتنسيق مع وزارة الصحة وولاية سطيف برنامجا ثريا من خلال المحاضرات والمداخلات التي أشرف عليها أساتذة وباحثون التي تمحورت حول تطور وضعية المخدرات في الجزائر وجهود مكافحتها، والبرنامج الوطني لمكافحة الإدمان وكذلك القانون المتعلق بالوقاية من المخدرات إلى جانب علاج المدمنين في الجزائر والمخدرات من وجهة الدين الإسلامي• أرقام من اليوم الدراسي - نسبة استهلاك المخدرات عالميا 3 إلى 5% من سكان العالم• - عائدات المخدرات سنويا 800 مليار دولار سنويا أي أكثر من عائدات البترول• - جميع الحكومات لا تجند سوى 50 مليار سنويا لمكافحة هذه الظاهرة - - في الجزائر 45 ألف شاب يتعاطون المخدرات• - نسبة المخدرات زادت بنسبة 100% من سنة 2000 إلى 2002 • - في 2008 تم حجز 38 طنا من المخدرات• - السداسي الأول من سنة 2009 حجز 45 طنا• - 74% موجهة إلى الخارج و26% للاستهلاك المحلي• - نسبة التغيير 229% من سنة إلى أخرى•