سيكتشف الجزائريون ولأول مرة في التاريخ وبمناسبة المهرجان الإفريقي الثاني "لوسي جدة الإنسانية" التي ستزور الجزائر في ثاني زيارة لها عبر العالم بعد زيارة أولى قادتها إلى بلد العم سام أمريكا. من اثيوبيا ستحل "لوسي" على عاصمة إفريقيا الثقافية الجزائر لتملأ فراغا تركه أقطاب من القارة السمراء على رأسها مريم اكيبا التي غيبها الموت عن أعز حدث تغنت بمناسبته بإفريقيا الأم وبأنها "حرة في الجزائر" ورغم ذلك فقد بقي اسمها عالقا بهذا الحدث الإفريقي طيلة أكثر من 40 سنة. وستتوج "لوسي" دون شك عروسا للمهرجان الإفريقي الثاني الذي تحتضنه الجزائر بعد حقبة من الزمن وبعد أن تدللت طيلة سنوات ورفضت الخروج من موقع اكتشافها اثيوبيا إلا أنها رحبت بدعوة بلد الشهداء الجزائر لتمنح فرصة لا تعوض للجزائريين وضيوف الجزائر القادمين من مختلف بقاع القارة السمراء ومن دول أخرى غير افريقية بمشاهدتها عن قرب لأول مرة. ومما لا شك فيه أن "جدتنا لوسي" ستستقطب كل الأنظار طيلة تواجدها بالجزائر كيف لا وهي الجدة الكبرى للإنسانية جمعاء التي كان اكتشافها أكثر الأحداث إثارة في تاريخ الاكتشافات وهي على شكل هيكل عظمي لأنثى تمشي منتصبة. والجميل انه اختير لها اسم لوسي تيمنا بأغنية فرقة البيتلز الانجليزية الشهيرة (لوسي في السماء ومعها الجواهر) والتي كانت تتردد باستمرار خلال عملية التنقيب. والشيء الجميل هو اكتشاف الباحثين مع مر الأزمنة أن لوسي كانت في بداية تعلم السير على الأطراف الخلفية ما يؤكد أن بداية الإنسان على شكله الحالي كانت في إفريقيا وبإفريقيا تعلم أن يمشي منتصبا تاركا إلى الأبد التنقل على الأطراف الأربعة. ولا تزال إلى حد الآن إفريقيا تبهر الإنسانية بأسرارها ومكنوناتها العجيبة وبنضال شعوبها المستمر ضد كل أنواع الاستبداد رافعة التحديات كما فعلت جدتنا لوسي التي قاومت إلى أن وقفت على رجليها منتصبة لتلقن الإنسانية المشي. أفلا تستحق إفريقيا أن تكون أم القارات وأم الإنسانية جمعاء؟