نظمت جمعية مشعل الشهيد أمس، بفندق السفير، ندوة تاريخية حول دور المجلس الوطني للثورة التحريرية من الفترة الممتدة بين مؤتمر الصومام ومؤتمر طرابلس، وحضر هذه الندوة بعض الأعضاء بالمجلس الوطني للثورة من المجاهدين الذين قدموا شهادات حول ما تعلق بنشاط المجلس والقرارات التي اتخذها لتسيير الثورة التحريرية. وقال السيد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد في كلمته الافتتاحية انه بمناسبة الاحتفال بالذكرى 47 لاسترجاع السيادة الوطنية أبت الجمعية إلا أن تنظم هذا اللقاء التكريمي على شرف أعضاء المجلس الوطني للثورة التحريرية ونشط الندوة التاريخية كل من الطيب الثعالبي الذي كان عضوا بمجلس الثورة، سي محمد بوسماحة قائد الولاية التاريخية الرابعة، الأستاذ زهير إحدادن مناضل، وغيرهم من المجاهدين. وفي مداخلته قال زهير إحدادن أستاذ بجامعة الجزائر بأن المجلس الوطني للثورة يعد مرحلة تاريخية مجهولة عند المؤرخين، كما انه لم يحظى بالاهتمام اللازم لا سيما وأن الدور الذي لعبه بالثورة التحريرية كان كبيرا. وأضاف "حاولت أن أجمع بعض المعلومات حول هذا المجلس انطلاقا من بعض الشهادات التي أدلى بها أعضاؤه من المجاهدين الذين لا يزالون على قيد الحياة، إلى جانب الاعتماد على بعض الوثائق التي كانت بحوزة الحكومة المؤقتة والتي ذكرت بعض التفاصيل التي تخص المجلس الوطني للثورة ونشاطه وانجازاته". وفي ذات السياق تحدث مطولا عن كيفية تأسيس المجلس الوطني للثورة الذي كانت بدايته من مؤتمر الصومام سنة 1956 حيث حدد عدد أعضائه بين دائمين وإضافيين والذين قدر عددهم ب 34 عضوا، وعن أهم المبادئ التي سار عليها المجلس قال أنها رفض الزعامة والاعتماد على القيادة الجماعية والتأكيد على ضرورة متابعة الكفاح المسلح. وعن عدد الاجتماعات التي عقدها المجلس، أشار الأستاذ إحدادن إلى أن المجلس الوطني للثورة اجتمع بعد مؤتمر الصومام خمس مرات فقط، كانت أولها في القاهرة من 20 إلى 28 أوت 1957 بعدها جاء اجتماع في طرابلس ثم الإجتماع في تونس ليليه اجتماع كل من طرابلس الأول كان في 1962 واجتماع طرابلس الثاني في جوان 1962. وفي مداخلته قال الرائد لخضر بورقعة، ضابط بالولاية التاريخية الرابعة، أن المجلس الوطني للثورة من أهم الانجازات إبان الثورة التحريرية باعتباره كان الهيئة العليا للثورة، وأضاف بأن الثورة التحريرية كانت تسير على نظام ثوري معقد ولعل هذا ما جعل قواعد الثورة التحريرية تصمد، مشيرا إلى ضرورة إعطاء أهمية لبعض النقاط التاريخية التي لا تزال غير واضحة والتي تكشف بعض التفاصيل عن الثورة التحريرية ولعل من بينها مؤتمر الصومام.