❊ الفقيد درس مختلف العلوم الشرعية من فقه ولغة وحساب وفلك ❊ عين عضوا في مكتب جبهة التحرير الوطني بطرابلس الليبية برحيل الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت، تكون الجزائر قد فقدت قلعة من قلاع العلم والفقه، ومجاهدا من الرعيل الأول، أسهم في استقلال الجزائر وحمل لواء الدعوة الربانية والجهاد في سبيل المستعمر الغاشم عاليا، خدم الثورة والأمة بالعلم والقلم والسلاح. أفنى المرحوم الشيخ العلامة آيت علجت حياته في محاريب العلم, من مواليد بلدية تمقرة، دائرة أقبو بولاية بجاية سنة 1917، حفظ القرآن الكريم بزاوية جده الشيخ سيدي يحي العيدلي حيث تلقى المبادئ الأولى لعلوم الأدب واللغة العربية، لينتقل بعدها إلى زاوية الشيخ بلحملاوي بوادي العثمانية بنواحي قسنطينة، أين درس مختلف العلوم الشرعية من فقه ولغة، إضافة إلى الحساب والفلك وكذا العلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا. وشارك الفقيد آيت علجت في ثورة التحرير هو وسائر طلبة زاوية سيدي يحيي العيدلي الذين التحقوا كلهم بركب الكفاح، بعد أن فجر المحتل الفرنسي زاويتهم سنة 1956، وفي أواخر سنة 1957، سافر بإشارة من العقيد عميروش إلى تونس، لينتقل بعدها إلى طرابلس الليبية،حيث عين عضوا في مكتب جبهة التحرير الوطني هناك. وعقب الاستقلال، عاد المرحوم الشيخ آيت علجت إلى وطنه، حيث عين أستاذا بثانوية عقبة بن نافع بالجزائر العاصمة وثانوية عمارة رشيد ببن عكنون إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1978. وبناء على طلب من وزارة الشؤون الدينية، عاد الفقيد إلى نشاطه المسجدي ليمارس دروس الوعظ والإرشاد وخطابة الجمعة بمسجد الغزالي بحي حيدرة ومسجد دار الأرقم. تخرج على يدي المرحوم آيت علجت عديد الطلبة المتمكنين الذين تصدروا المشهد الفكري والديني في الجزائر، على غرار الوزير الأسبق المرحوم مولود قاسم نايت بلقاسم و المرحوم الشيخ أبو عبد السلام. كما خلف الفقيد آيت علجت, الذي يعد من أبرز رجال الدين والفقه بالجزائر، عديد المؤلفات، من بينها كتاب على شكل مذكرات يروي سيرته الذاتية وتاريخ الثورة الجزائرية وتقييمه للأحداث وتسجيل صوتي لشرحه لرسالة ابن أبي زيد القيرواني و مختارات سلسلة شرح الموطأ.