بعث رئيس الجمهورية، اليوم الأربعاء, برسالة تعزية، إلى عائلة المرحوم الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت, الذي وافته المنية عن عمر ناهز 106 سنة. وجاء في رسالة التعزية لرئيس الجمهورية: بسم الله الرحمن الرحيم. "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". صدق الله العظيم. فاضت روح فقيدنا فضيلة العلامة الشيخ التقي الورع, المجاهد رفيق الشهداء, والإمام الصادق النافع, الواعظ الصادق, تغمده الله سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرة". وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: "إن الشعب الجزائري يودع فيه مجاهدا إماما أخلص في جهاده, و نفع بعلمه, وظل ما أمده الله في العمر داعيا إلى الهدى بالتي هي أحسن, مثابرا على النصح, داعيا إلى الفضيلة, و إلى التمسك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف و إلى قيم التسامح والتآخي, تعلقت بإطلالاته المباركة وبإشراق وجهه بنور الإسلام, و محبة الجزائر, قلوب الجزائريين الذين يشيعونه بحسرة وألم, ويضاعفون بدعواتهم أجر و ثواب ما ادخره في هذه الدنيا من الأعمال الصالحة". وخلص رئيس الجمهورية إلى القول: "و أمام هذا المصاب الأليم أتوجه إلى عائلته وذويه و محبيه بأخلص التعازي و أصدق مشاعر المواساة, داعيا المولى عز و جل أن يشمله إلى جواره مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا, عظم الله أجركم و أحسن عزائكم"."يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". وُوري الثرى جثمان العلامة محمد الطاهر آيت علجت، ظهر اليوم الأربعاء بمقبرة "عيسات إيدير" ببني مسوس بالجزائر العاصمة، بحضور جمع غفير من المُشيّعين جاءوا من مختلف مناطق الوطن. حضر مراسم تشييع جنازة الفقيد، الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون القانونية والقضائية، بوعلام بوعلام، وأعضاء من الحكومة على غرار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة ووزير الاتصال، محمد بوسليماني. وإلى جانب من تقدّم ذكرهم، حضر الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، وعميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، وإطارات سامية في الدولة، بالإضافة إلى جمع غفير من المواطنين ومن محبي وتلاميذ الشيخ ورفاقه في الجهاد، وكوكبة من الأئمة والدعاة. ويعدّ الفقيد من مواليد بلدية تمقرة، دائرة أقبو بولاية بجاية سنة 1917، وحفظ القرآن الكريم بزاوية جده الشيخ سيدي يحيى العيدلي أين تلقى المبادئ الأولى لعلوم الأدب واللغة العربية، لينتقل بعدها إلى زاوية الشيخ بلحملاوي بوادي العثمانية بنواحي قسنطينة، أين درس مختلف العلوم الشرعية من فقه ولغة، إضافة إلى الحساب والفلك وكذا العلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا. وشارك الفقيد في ثورة التحرير هو وسائر طلبة زاوية سيدي يحيى العيدلي الذين التحقوا كلهم بركب الكفاح، بعد أن فجّر المحتل الفرنسي زاويتهم سنة 1956. وفي أواخر سنة 1957، سافر بإشارة من العقيد عميروش إلى تونس، لينتقل بعدها إلى طرابلس الليبية، أين عُيّن عُضواً في مكتب جبهة التحرير الوطني هناك. وعقب الاستقلال، عاد المرحوم الشيخ آيت علجت إلى وطنه، حيث عُيّن أستاذاً بكل من ثانويتي عقبة بن نافع ورشيد عمارة بالعاصمة، إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1978. وبناء على طلب من وزارة الشؤون الدينية، عاد الفقيد إلى نشاطه المسجدي ليمارس دروس الوعظ والإرشاد وخطابة الجمعة بمسجد الغزالي في حي حيدرة ومسجد دار الأرقم بشوفاليي . وتخرّج على يدي المرحوم آيت علجت العديد من الطلبة المتمكنين الذين تصدّروا المشهد الفكري والديني في الجزائر، كما خلّف العديد من المؤلفات، من بينها كتاب على شكل مذكرات يروي سيرته الذاتية وتاريخ الثورة الجزائرية وتقييمه للأحداث وتسجيل صوتي لشرحه لرسالة ابن أبي زيد القيرواني ومختارات سلسلة شرح الموطأ.
الوسوم الشيخ العلامة محمد الطاهر آيت علجت تعزية عبد المجيد تبون