شددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، على أن الحماية التي توفرها الدول للاحتلال الصهيوني وإفلاته المستمر من العقاب يشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات التي ازدادت حدتها مع مجيئ حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية المتطرفة. أدانت الخارجية الفلسطينية انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين وإرهابهم ضد المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم سواء ما يتعلق بجرائم القتل خارج القانون أو هجمات مليشيات المستوطنين وعناصرها الإرهابية ضد البلدات الفلسطينية في توزيع مدروس وتكامل في الأدوار. وقالت إن ما حدث ليلة السبت الى الأحد في بلدة كفر قدوم يؤكد تكامل الأدوار بين قوات الاحتلال ومستوطنيها في مشهد يتكرر باستمرار ويخلف المزيد من الشهداء والمصابين في صفوف الشعب الفلسطيني والمزيد من تخريب الممتلكات في ظل دعوات تحريضية وقرارات صهيونية رسمية لتوزيع المزيد من السلاح على المستوطنين والتفاخر بذلك وسط ازدواجية المعايير الدولية المقيتة والبائسة في التعامل مع القانون الدولي. وفي هذا السياق، كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أمس أن قوات الاحتلال الصهيوني ومليشيات المستوطنين، نفذت 4073 انتهاكا بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته خلال النصف الأول من عام الحالي. وأوضح رئيس الهيئة، مؤيد شعبنا، في تقرير حول اعتداءات الكيان الصهيوني والمستعمرين على الأراضي الفلسطينية للنصف الأول من عام 2023، أن هذه الاعتداءات تراوحت بين تخريب وتجريف أراض واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاق حواجز وإصابات جسدية وتركزت في محافظة نابلس بواقع 952 اعتداء تليها محافظة جنين ب553 اعتداء ثم محافظة بيت لحم ب435 اعتداء. وبين أن سلسلة الاعتداءات الجماعية التي نفذتها مليشيات المستوطنين في الأسابيع الماضية على حوارة وترمسعيا وأم صفا وعوريف وقريوت ودير دبوان وغيرها من القرى الفلسطينية الآمنة، دقت ناقوس الخطر على طبيعة المرحلة القادمة من الصراع وهي مرحلة مهد لها الكيان الصهيوني جيدا. وأضاف أن هذا النموذج الذي صنعه الكيان القائم بالاحتلال والإرهاب، كان الهدف منه توجيه الضربة القاضية إلى كل محاولات الفلسطينيين المحافظة على ما تبقى من الأرض والممتلكات وإزهاق أي إمكانية للحفاظ على الأرواح أيضا. وأشار التقرير إلى أن الاعتداءات التي نفذها مستوطنون بلغت 1148 تسببت باستشهاد ثمانية فلسطينيين وشملت إقامة بؤر استيطانية والسيطرة على أراضي الفلسطينيين والاعتداء على الشوارع والمركبات واقتحام القرى وإحراق الممتلكات وإطلاق الرصاص المباشر وشن هجمات منظمة وخطيرة تميزت بها هذه الاعتداءات في الفترة الأخيرة والتي تركزت خاصة في محافظة نابلس بواقع 470 اعتداء ومحافظة رام الله بواقع 265 اعتداء. وأوضح أن قوات الاحتلال درست ما مجموعه 75 مخططا هيكليا لتوسعة مستعمرات أو إقامة مستعمرات جديدة في الضفة الغربية ودرست من خلالها إقامة ما مجموعه 13 ألف وحدة استيطانية. وجاء في التقرير أن المستوطنين أقاموا خلال النصف الأول من العام الجاري 13 بؤرة استعمارية على أراضي المواطنين الفلسطينيين معظمها بؤر رعوية في محافظاترام الله ونابلس وسلفيت وبيت لحم والقدس والخليل. كما "شرعنت" قوات الاحتلال أربع بؤر جديدة في محيط مستوطنة "عيلي" بين محافظتي رام الله ونابلس. وأصدرت قوات الاحتلال أصدرت 822 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية بحجة "عدم الترخيص" في ارتفاع ملحوظ وقياسي في عدد الإخطارات الموجهة مقارنة بالفترة نفسها من العامين الماضي والذي سبقه وتركزت معظم هذه الإخطارات في محافظتي الخليل وبيت لحم.