وجّه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، شكره للجزائر التي قدمت الدعم لجنين من أجل إعمارها، بعد العدوان الصهيوني الأخير على مخيماتها، والذي أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا بينهم أطفال وإصابة 120 آخرين، فضلا عن هدم عشرات المنازل وتدمير واسع في البنية التحتية. جاءت كلمة الرئيس الفلسطيني، عقب زيارته لهذه المخيمات، حيث أعرب عن أمله في أن يقدم الجميع الدعم لاستكمال الإعمار، قبل أن يستطرد في هذا الصدد "جئنا اليوم لنتابع إعادة بناء المخيم والمدينة، ليكونا كما كانا وأفضل"..."سنبقى صامدين في أرضنا ولن نرحل ولن نقبل الاعتداء من أحد وسنبقى صابرين حتى يرث الله الأرض ومن عليها". وشكر الرئيس، كل من قدم الدعم لجنين ومخيمها "خاصة الجزائر بلد المليون ونصف مليون شهيد"، معربا عن أمله في أن يقدم الجميع الدعم لاستكمال الإعمار. وكانت الجزائر قد أعلنت الأسبوع الماضي، عن منح مساهمة مالية بقيمة 30 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار مدينة جنين الفلسطينية، بعد اجتياح جيش الاحتلال الصهيوني الأخير لها. وقد أعرب الرئيس تبون، في هذا الصدد عن تضامن الجزائر الدائم مع "نضال الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال الصهيوني، ومطالبته بحقوقه الوطنية المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف". وتقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بهذه المناسبة ببالغ الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية، على قراره بمنح المساهمة المالية وكذا الدعم السياسي والاقتصادي الذي تواصل الجزائر تقديمه لدعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة على طريق الحرية والاستقلال.وليست هذه المرة الأولى التي تقدم فيها الجزائر مساهمات مالية لدعم الشعب الفلسطيني بعد الاعتداءات المتكررة للمحتل الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، كما كان الحال مع قطاع غزّة في صائفة سنة 2014، حيث دمر الكيان الصهيوني العديد من المنشآت والهياكل القاعدية مما دفع بعقد مؤتمر إعادة إعمار في القاهرة، قدمت خلالها الجزائر مساعدات قدرت ب61.4 مليون دولار منذ بدء العدوان الإسرائيلي عليها، وهي المساعدات التي صبت مباشرة في حساب البنك الفلسطيني.وبذلك يكون رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد حافظ على سنّة التضامن مع الشعب الفلسطيني، بل إنه أعادها إلى الواجهة موازاة مع تصاعد موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث خص الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باستقبال متميز خلال زيارته للجزائر سنة 2021، مع منح هبة مالية بقيمة 100 مليون دولار للسلطة الفلسطينية. وكثيرا ما حظيت مواقف الرئيس تبون، في مناصرة القضية الأم بتقدير من قبل الشعب الفلسطيني، حيث اختارته مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية ليكون شخصية عام 2020 السياسية، عشية الذكرى 32 لإعلان قيام دولة فلسطين، إذ تم بالمناسبة غرس شجرةَ زيتون باسمه في القدس. وقد اصطفت المؤسسة الرئيس تبون، من بين مئات الشخصيات السياسية المناصرة للقضية الفلسطينية.