دفعت موجات الحر الأخيرة العديد من العائلات الجزائرية إلى اقتناء المكيفات الهوائية التي قد تصل إلى اثنين لكل منزل وغالبا أكثر عندما يتعلق الأمر بالمنازل الكبيرة، في الوقت الذي جهزت مختلف الإدارات وحتى المحلات التجارية نفسها بالمكيفات الهوائية للسهر على راحة العامل والزبون، لكن بالمقابل تحولت الشوارع المحاذية للسكنات والأرصفة إلى سيول من المياه تقلق المارة، وتشكل بركا من المياه الراكدة قرب المساكن وعدد من المحلات، الأمر الذي يستوجب تدخل السلطات المحلية لإجبار السكان والتجار على استعمال تقنيات حديثة لجمع المياه ولما لا استعمالها علما أنها مياه معقمة. أصبح المرور تحت شرفات المنازل وسط العاصمة أو حتى أمام بعض الهيئات والمؤسسات الاقتصادية مستحيلا نظرا للمياه التي تتسرب من مكيفات الهواء لتسقط مباشرة على رؤوس المارة، وهو ما يحدث في بعض الأحيان مناوشات واستنكارا، ويجبر المار على استعمال الطريق العام هروبا من السيول التي تتدفق من الشرفات، "أصبحت ابتعد عن الرصيف وأفضل السير بطريق السيارات لأتفادى مياه المكيفات الهوائية" هكذا علقت إحدى المارات بشارع زيغود يوسف، فبعد أن كان المواطن يحتمي من أشعة الشمس تحت شرفات العمارات في وقت سابق، أصبح ينفر منها اليوم بسبب سيول المياه التي حولت حتى الأرصفة إلى برك من المياه الراكدة. وقد تفطنت السلطات المحلية لبلدية الجزائر الوسطى للإشكال ودعت أصحاب المحلات التجارية والمؤسسات المصرفية إلى استعمال تقنيات لجمع المياه، منها الدلاء التي وضعها التجار تحت المكيفات الهوائية لجمع المياه التي تستعمل في تنظيف المحل على حد تعبير أحد التجار الذي أشار إلى أنه لم ينتظر قرار السلطات المحلية، فهو يفضل أن يبقي المكان نظيفا سواء داخل المحل أو عند مدخله، وترك المياه متدفقة سيحدث استياء لصاحب المحل نفسه، في حين بادرت بعض المؤسسات إلى إنجاز قنوات لربط المكيفات الهوائية وجمع المياه المتدفقة، لكنها بالمقابل يتم صرفها مباشرة في الشارع، في حين ضربت بعض الإدارات بقرار البلدية عرض الحائط، ولاتزال المياه تتدفق بشكل عشوائي فوق رؤوس المارة. الزيارة الميدانية التي قادتنا عبر مختلف شوارع العاصمة أكدت لنا أن القليل من مجموع كل العمارات والإدارات والمؤسسات الاقتصادية وحتى المحلات منها تستعمل الدلاء أو أنابيب خاصة لجمع المياه المتسربة، في الوقت الذي تسرب أغلبها المياه مباشرة إلى الشارع، الأمر الذي يعيق حركة تنقل المارة ويجبرهم على السير بطريق السيارات. وعن المخالفين لقرار البلدية اقترح المارة وعدد من التجار ضرورة تغريم المخالفين، كون الإشكال يتعقد من سنة إلى أخرى، ومع حلول كل موسم الصيف يعود ليطفو على السطح من دون حل نهائي. وإلى غاية انتهاء فصل الصيف يبقى الحرج الذي تسببه المياه المتسربة من المكيفات الهوائية يشكل يوميات العاصميين الذين أصبحوا يبحثون لأنفسهم عن مسار وسط الرصيف بعيدا عن سيول المياه التي تشكل الديكور اليومي للشوارع.