انتشرت تجارة المكيفات الهوائية بشكل كبير في الجزائر خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد استثمار عدة مؤسسات وطنية في صناعة المكيفات، على خلفية الطلبات المتزايدة عليها في السنوات الأخيرة، فلا يمكن المرور على بيت أومؤسسة إدارية دون أن نلمح وجود عدد من المكيفات الهوائية، لكن الإشكال الذي طفا على السطح في الفترة الأخيرة، هو الإزعاج الذي تسببه هذه المكيفات للمارة، حيث تتسرب قطرات الماء دون أن يتحمل أصحابها عناء تجهيز شرفاتهم بما يسمح بجمع هذه المياه التي تسقط مباشرة على رؤوس المارة وتشكل سيولا لا آخر لها بالشوارع. " أصبحت ابتعد عن الرصيف وأفضل أن أسير في طريق السيارات لابتعد عن إزعاج مياه المكيفات الهوائية".. هكذا علقت إحدى النسوة المارة بشارع زيغود يوسف، عندما طلب منها الشرطي السير على الرصيف للحفاظ على سلامتها، إشكالية تسرب المياه من المكيفات الهوائية أصبحت تؤرق العديد من المارة، خاصة فئة الكهول منهم، الذين يفضلون السير بجانب الجدار هروبا من أشعة الشمس الحارقة، لكن تسرب المياه وسقوطها على رؤسهم يجعلهم يبحثون عن مكان آخر للسير ولو كان على حساب سلامتهم... " لقد سئمت من تصرفات السكان وحتى المؤسسات الإدارية، فالمياه المتسربة من المكيفات الهوائية تسقط على رؤوسنا وتحول الأرصفة الى برك من المياه الراكدة التي تتحول الى مصدر لانتشار الحشرات الضالة ".. هكذا فضل أحد المارة الإجابة عن استفسارنا بشارع حسيبة، الذي يضم عدة عمارات قديمة تطل شرفاتها مباشرة على الطريق، في حين طالبت إحدى المارات من السلطات المحلية التدخل لإيجاد حل للإشكال، كتغريم السكان والإدارات المخالفة وإجبارهم على ربطها بشبكة قنوات الصرف أو على الأقل وضع دلاء لجمع المياه عوض تركها تتسرب من الشرفات. إن جولتنا عبر مختلف شوارع العاصمة، أكدت لنا انه من مجموع كل العمارات والإدارات والمؤسسات الاقتصادية وحتى المحلات، 2 بالمائة على أكثر تقدير تستعمل الدلاء أوتجهز المكيفات بأنابيب خاصة لجمع المياه المتسربة، بينما لا تأبه البقية وتترك المياه تتسرب مباشرة الى الشارع، تقربنا من أحد المحلات حيث وجدنا البائعة تفرغ المياه التي كانت مجمع بالدلو، وهناك أكد لنا صاحبه أن المياه التي يفرزها مكيف الهواء تجعل زوار المحل يغرقونه بالطين، كون المياه تتجمع عند مدخله، لذلك فكر في وضع دلو لجمع الماء. وإلى غاية انتهاء فصل الصيف، يبقى الإزعاج الذي تسببه المياه المتسربة من المكيفات الهوائية من يوميات العاصميين، الذين أصبحوا يبحثون لأنفسهم عن مسار وسط الرصيف، بعيدا عن سيول المياه التي أصبحت تشكل الديكور اليومي للشوارع، دون أن تحرك السلطات المحلية ساكنا.