يدخل المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني أسبوعه الثاني بعد سبعة أيام من النشاطات الزاخرة أدخلت مختلف المدن الجزائرية بما فيها العاصمة في عرس إفريقي ميّزته إيقاعات الطبول الإفريقية وألوانها الزاهية، فبعد الحفل الكبير والمميّز الذي عاشته القاعة البيضوية الذي أعطى إشارة انطلاق للمهرجان بدأت فعالياته بعروض لكلّ أنواع الفنون والنشاطات الثقافية تحت شعار "النهضة". ويأتي الفن السابع في مقدمة الفنون التي عرفت انتعاشا واضحا بحيث يتميّز المهرجان الدولي للسينما المنظّم بالمناسبة تحت عنوان "بانوراما على السينما الإفريقية" والمتواصل من خلال عرض أكثر من 120 فيلما بين خيالي ووثائقي، وفي هذا الإطار اغتنم رئيس قسم السينما للمهرجان الثقافي الإفريقي 2009 السيد كريم آيت أومزيان المناسبة ليعلن أنّ مهرجان السينما الدولي لمدينة الجزائر الذي يصادف هذه السنة المهرجان الإفريقي سينظّم مستقبلا في كل سنة، وفي ملتقى خاص بالسينما الإفريقية، ودعا المشاركون إلى إرساء قواعد "نيباد للسينما والثقافة" في إفريقيا قصد إحياء الفن السابع في القارة وكذا التكفل بها على الصعيد المادي. أمّا على صعيد المسرح، فقد عاش المسرح الوطني الجزائري "محي الدين شطارزي" انطلاق المهرجان الدولي للمسرح المنظم بمناسبة المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بعرض مسرحي تحت عنوان "بطون ممتلئة وبطون خاوية"، ولدى الافتتاح الرسمي لهذا المهرجان ذكر رئيس قسم المسرح في المهرجان الثقافي الإفريقي السيد إبراهيم نوّال "بأعلام المسرح الإفريقي الذين عرضوا أعمالهم على خشبات المسرح الجزائري قبل أربعين سنة". وعلى هامش مهرجان المسرح حضر المسرحيون والفنّانون والمثقّفون الأفارقة أشغال الملتقى حول "المسرح الإفريقي، بين الحداثة والأصالة" عكفوا خلاله على دراسة إشكالية المسرح الإفريقي "ضمن تصوّر أناسي وعرقي وبعيد عن كل نزعة إنسانية غربية"، وخلال هذا اللقاء الذي دام ثلاثة أيام قام رجال المسرح (جامعيون وباحثون) بالقارة الإفريقية باقتراح مصطلح خاص بالتقاليد والثقافة الإفريقية وتحديد ليس فقط فضاءات للبحث بل أيضا منهجية عمل البحث في هذا المجال الفني. ومن بين الملتقيات التي تنظّم بمناسبة المهرجان الإفريقي الثاني للتعريف بالشخصيات والوجوه الإفريقية البارزة، نظّم ملتقى حول فكر وأعمال فرانس فانون الذي ناضل من أجل حقوق الشعوب العالمية، حيث أجمع المشاركون في هذا الملتقى أنّ هذا الرجل العملاق كان يحلم بإفريقية موحّدة، وأوضح المشاركون (أدباء وباحثون وطنيون وأفارقة) في ملتقاهم الذي دام يومين أنّ لفانون نظرة مستقبلية عن إفريقيا موحّدة بحيث كان يحلم باتّحاد قاري كبير وفدرالية للبلدان الإفريقية محذّرا من تبعات ما أسماه بالاستعمار الجديد. ويلاحظ المتتبعون لفعاليات هذا الحدث الثقافي القاري تنوعا في اختصاصات المعارض بحيث خطف الأنظار عرض هيكل "لوسي" (أم البشرية) بمتحف "باردو"، وما يميّز الإنسان الإفريقي طريقته الخاصة في اللباس من حيث التصاميم والألوان، وفي هذا الإطار أبرز مصمّمو الأزياء الأفارقة في معرض احتضنه فندق "الأوراسي" الإبداع والذوق الفني المتفوّق لإنسان القارة السمراء في هذا المعرض للأزياء والخياطة الرفيعة. ومن المعروف أنّ ما يميّز شعوب القارة الإفريقية الرقص الإيقاعي والألوان الزاهية وهذه هي البصمة التي تركتها العروض المختلفة التي أقيمت على مدار الأسبوع في كل ّساحات أحياء العاصمة وفي العديد من الولايات بحيث أتحفت الفرق الفنية الجمهور المتكوّن أساسا من الشباب بطبوع موسيقية لم يألف سماعها من قبل.