بعد 15 يوما من النشاطات الثقافية والفنية اسدل الستار امس على العرس الثقافي الافريقي بالجزائر، العرس الذي سجل مشاركة نحو 8 الاف شاب وشابة يمثلون 51 دولة افريقية، ميزته ايقاعات الطبول وموسيقى افريقية عبرت عن حضارة ضاربة في جذور تاريخ البشرية، تحولت إثره ساحات وشوارع الجزائر العاصمة على غرار بعض الولايات المجاورة إلى مسارح للحفلات والرقص استعرضت من خلالها الفرق الفنية والفنانون الافارقة المشاركون في احياء هذه الحفلات ثراء وعمق اصالة وثقافة السمراء. ولعل ابرز ما ميز هذا الحفل القاري الذي حضرته شخصيات ثقافية وفنية معروفة إلى جانب شخصيات سياسية، ذلك الشعار الذي اختير له ''من اجل نهضة افريقيا''، شعار يوحي بسعي الافارقة إلى توحيد جهودهم والتعاون فيما بينهم للنهوض بالواقع الثقافي والسياسي والاقتصادي الافريقي. برنامج المهرجان الثقافي الافريقي الثاني كان ضخما ومتنوعا شمل مختلف مجلات الثقافة والفن من ادب وموسيقى وفنون مرئية ومسرح وسينما، ورغم ضيق المدة المخصصة لهذه التظاهرة وهي اسبوعين الا ان كل التظاهرات والنشاطات المبرمجة اخذت نصيبها الكافي من حصة المهرجان. الجمهور الجزائري المتعطش للثقافة والفن كان في الموعد، حيث اكتظت بهم قاعات السينما والمسارح وحتى الشوارع ومختلف الفضاءات، وهو ما يؤكد مدى تجاوب الجمهور مع الفن الافريقي والعرس الافريقي الذي انتظره 40 سنة. الحقبة الاستعمارية، كفاح الشعوب الافريقية و''مآسي الاستعمار في القارة'' و''افريقيا و''الجزائر من الدبلوماسية المكافحة إلى النيباد'' و''افريقيا المرأة والتنمية''، كلها مواضيع فرضت نفسها في هذا المهرجان والتي ترجمت من خلال الندوات والعروض المسرحية والسينمائية المبرجة في هذا الاطار، حيث تم بالمناسبة عرض اكثر من 120 فيلم بين خيالي ووثائقي، وازيد من 20 عرضا مسرحيا. واحتضنت فضاءات قصر المعارض بالصنوبر البحري نوعا مميزا من المعارض يتعلق بالهندسة المعمارية الطوبية حيث تعرف الزوار بالمناسبة على الهندسة المعمارية القديمة للقارة الافريقية. ولتاكيد نجاح هذه التظاهرة، صرحت وزيرة الثقافة خليدة، من على منبرها، أن الشباب الجزائري والافريقي رفع التحدي من أجل إنجاح المهرجان الثاني للثقافة الافريقية.