أسدل الستار، مساء أول أمس، بقاعة الأطلس بالعاصمة رسميا، على فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر لمدة 15 يوما، بحفل فني كوريغرافي حمل عنوان ''ماما أفريكا'' صمّم موسيقاه فريد عوامر، تكريما لروح المغنية الجنوب إفريقية مريم ماكيبا• الحفل تضمّن 16 لوحة استعراضية قام خلالها فنانون جزائريون وأفارقة بتأدية أغاني الفنانة الراحلة• ومزج هذا الاستعراض الذي صمم رقصاته الكوريغرافية سفيان أبولقرع بمشاركة 17 راقصا، أدوا مختلف الطبوع• انتهى المهرجان بعد أسبوعين من النشاطات، قدمتها مئات الفرق من مختلف الأقطار الإفريقية، واستمرت فعاليات المهرجان من ال 5 إلى 20 من الشهر الجاري، بمشاركة حوالي 8 آلاف شاب وشابة يمثلون51 دولة افريقية، حولت مختلف الساحات العمومية وقاعات الحفلات والمسارح لجل المدن الجزائرية، خاصة العاصمة، إلى عرس إفريقي ميزته إيقاعات الطبول وموسيقى إفريقية عبرت عن حضارة ضاربة في عمق البشرية• وكان المهرجان الذي جرت فعالياته تحت شعار ''إفريقيا التجديد والنهضة'' فرصة للشباب الإفريقي لإبراز ثقافة وتراث القارة السمراء في مختلف المجالات وتوطيد أواصر الأخوة والصداقة بين هؤلاء الشباب، والتعريف بالقيم والتقاليد المختلفة والثرية لحضارة القارة الإفريقية• وتم بالمناسبة تنظيم عشرات الندوات حول مواضيع تعلقت كلها بالحقبة الاستعمارية وكفاح الشعوب الإفريقية ومآسي الاستعمار في القارة، وكذا إفريقيا وكفاحها المسلح على مستوى القارة• كما نظمت العديد من الملتقيات حول الأدب الإفريقي، وراهنه ومستقبله، المسرح، السينما، الغناء كانت حاضرة في المهرجان بقوة، من حفلات متنوعة إلى أفلام إفريقية مختلفة، خاصة الوثائقية منها• وتوزعت نشاطات المهرجان، الذي نظمته الجزائر بعد 40 سنة من احتضانها للمهرجان الأول سنة ,1969 على مستوى 28 ولاية جزائرية عبر نشاطات ثقافية مختلفة ووسط تعزيزات أمنية مشددة، حيث جندت السلطات 22 ألف شرطي على مستوى العاصمة وفي مداخلها• كما حرصت الجهة المنظمة على توفير السكن للمشاركين بالمهرجان سواء في المرافق العامة مثل الفنادق ومرافق الإيواء التابعة للمؤسسات العمومية في العاصمة والولايات المجاورة لها، مثل البليدة وتيبازة وبومرداس وذلك لخدمة المهرجان، حيث اضطرت عدة فنادق إلى إلغاء جميع الحجوزات لديها، كما جرى إجلاء المقيمين من بعضها قبل بدء المهرجان بعدة أيام•