يطبع قماش الكتان أو ما يُعرف ب "اللان"، موضة خريف 2023 الذي اكتسح محلات بيع الملابس النسائية والرجالية، لا سيما أن هذا القماش ذا النوعية الرفيعة والتي تعكس تماما الخامة المثالية لما يُعرف بنصف الموسم أو ما بين الموسمين والتي تكون أجواؤها تتراوح بين حرارة صباحا وبرودة خلال الفترة المسائية؛ إذ يُعد هذا القماش المصنوع من ألياف نبتة الكتان، الخامة المثالية لتدفئة متوسطة بدون الخروج من أناقة موسم الصيف. ويبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي شجعت على مواكبة الموضة والجديد في عالم الأزياء، وأضحت الجزائر تواكب هذا العالم الذي يبدو أن له قوانين تتغير مع تغير كل موسم؛ فما هو رائج اليوم قد يكون من الطراز القديم غدا والعكس؛ عالم يحركه رواد الموضة، ومصممو الأزياء أو المشاهير؛ إذ يكفي أن يكون الموديل الجديد "نزوة" من أحدهم، ليتحول إلى موضة الساعة، وتتبعه غالبية دور الأزياء لمواكبة كل جديد، ودخول المنافسة بدون أن يقصى من الموسم، ليبقى كل مصمم يعتمد على لمسته الخاصة في ابتكار قطع تخطف الأنظار. وفي جولة قادت "المساء" إلى أحد أكبر المراكز التجارية ببلدية الشراقة بالعاصمة، اقتربنا من عدد من المحلات الأجنبية التي تُعد الأولى في عرض جديد الموسم القادم، وفق سياسة تسويقية موحدة عالميا، تتمكن من خلال "كاتالوج" يدرج ضمن مجموعتها يقدم لفرق خاصة بالمحل، تصنف تلك الملابس وفقها؛ أي ليس بطريقة عشوائية، بل هي صور لعارضي أزياء، صممها خبراء الموضة، تحترم خصائص كل خامة وتدرُّج في الألوان. ولقد أثار اهتمامنا اللمسة الخاصة التي زين بها مصممو الأزياء تلك القطع بتفاصيل دقيقة، جذبت عشاق الموضة، ومحبي مواكبة كل جديد هذا العام. جديد هذا الفصل حظي بالخامات الراقية؛ إذ يبدو أن المستهلك جزائريا كان أو أجنبيا، أصبح يهتم أكثر بنوعية القماش، حيث بات لا يكفي جمال القطعة فقط، بل أصبح العالم يبحث عن قطع راقية تدوم لوقت أطول، لا قطع موسمية فقط غير صالحة للموسم المقبل. ومن الخامات التي طبعت الموسم الخريفي المقبل، الكتان والقطن، اللذان يُعدان من أحسن نوعيات القماش الجيدة للبشرة، والتي لا تتسبب في أي حساسية، بل تلائم جميع أنواع البشرة حتى الحساسة منها، على غرار بشرة الأطفال. ولم يهمش مصممو الأزياء لهذا الموسم، تلك التفاصيل الدقيقة التي تتماشى، تماما، مع الخامات البسيطة من القطن والكتان. وهي الطرز البسيط، الذي يعطي اللمسة الكلاسيكية لكل قطعة لباسية خاصة للنساء والفتيات، وفي ملابس الأطفال التي ما هي إلا أزياء مصغرة بنفس تفاصيل ألبسة الراشدين. القطع العريضة موضة الموسم من أكثر ما راج خلال هذا الموسم، المقاس العريض أو ما يُعرف ب "أوفر سايز"؛ إذ يواصل اكتساحه عالم الموضة، وفي مواسم عديدة سواء للرجال أو حتى النساء؛ فمن اعتادت، مثلا، ارتداء قياس 38 من خلاله، ترتدي قطعة بحجم 42، وما إلى ذلك. وعن الألوان شد انتباهنا الألوان "الكلاسيكية" التي تطبع موسم انخفاض درجة الحرارة، ومن ألوان الطبيعة وخاصة الترابية؛ كالبني بمختلف تدرجاته، خاصة البيج أو الأبيض، إلى جانب ألوان أكثر ابتكارا؛ بين الأخضر، والبنفسجي، والبرتقالي، التي تبقى رائجة بين الموسمين إلى حين بلوغ موسم الشتاء، الذي يتحول تدرج ألوانه إلى أن تكون أكثر غمقا، وداكنة.