تواكب الجزائر منذ سنوات، عالم الموضة بشكل كبير، ويحاول رواد هذا العالم من مصممي الأزياء ورجال أعمال وتجار العمل، على مسايرة كل جديد متعلق بموضة الموسم، من خلال تصميم أو استيراد تشكيلات وألوان، تجعل عشاق الموضة ينجذبون نحو اقتنائها، حسب ذوق وميول كل واحد، وفي هذا الشأن، سجلت "المساء" خلال جولة عبر محلات العاصمة، عودة تشكيلات وألوان سادت خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. انتشرت في الأسواق خلال هذا الموسم، تشكيلات مختلفة لم تكن مطروحة خلال الصائفة الماضية، إذ يبدو أن دور تصميم الأزياء اغتنمت أزمة "كورونا" للتفكير في العودة إلى الموضة القديمة، التي عرفها العالم خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي. خلال تجوالنا ببعض الأسواق التي تشهد عرضا كبيرا للملابس الجديدة، المواكبة لجديد الموضة، كانت محطتنا الأولى بأحد أشهر المراكز التجارية في الشراقة، غرب العاصمة، والذي يعد أحد الفضاءات التجارية التي تضم عددا كبيرا من العلامات التجارية الأجنبية، التي من خلالها يمكن التطلع على التوجه الجديد لهذا الموسم، من ألوان وتصاميم تشكل قطعا مختلفة لملابس جاهزة للرجال والنساء وحتى الأطفال، والتي يبدو أنها موضة لم تعد تمس فقط ما نرتديه من ملابس، بل وحتى الديكور الخاص بالمنازل، الذي يتبع تقاليد ونزعات موضة تختلف من موسم لآخر، ويمكن أن تكون هي الأخرى غير رائجة خلال موسم معين. لقد أثار انتباهنا خلال تجولنا بين المحلات، بخصوص تلك العلامات التجارية الأجنبية التي تعرض الجديد بصفة آنية، مثلما يتم عرضه في باقي محلاتها عبر العالم، نوعية الخامات الرفيعة والجودة، والتي يبدو أنها باتت تثير اهتمام أكثر عشاق الموضة، الذين لم يعد يبحث العديد منهم عن جمال القطعة، بقدر ما يبحث عن نوعية الخامة والقماش الذي يجب أن يكون بنوعية ممتازة. كما شد انتباهنا بشكل كبير، اهتمام تلك العلامات بألبسة صممت خصيصا للنساء المتحجبات، هذا ما أكده بعض مسيري تلك المحلات، الذين أشاروا إلى أن دور التصاميم تهتم أكثر بالمرأة المتحجبة، الأمر الذي جعلهم يفكرون في عرض ملابس صيفية بأقمشة خفيفة، تتناسب وحرارة الصيف، لكن بتصاميم تسمح للمرأة المتحجبة من ارتدائها بأكمام طويلة وتنانير وفساتين طويلة، تختلف ألوانها وخاماتها، لتناسب جميع الأذواق. كما كانت الرسومات، خاصة الأزهار، أكثر ما يطبع تشكيلة المسوم، التي تتناسب والأجواء الصيفية التي شدت انتباه النساء وحتى الرجال، في نقوشات خفيفة طبعت بعض السراويل والأقمصة غير الرسمية، التي خصصت لموسم العطل والاستجمام على شواطئ البحر. "الخيشة" تسيطر على القبعات والحقائب لاحظت "المساء" أيضا، الإبداع في الألوان والتصاميم، فكل الألوان وحتى الصاخبة منها، من برتقالي ووردي بتدرجاته، والأخضر والزمردي والبنفسجي، بحيث لم تعد ألوان الباستيل الباردة نزعة الموسم فحسب، بل تلك الألوان الفاقعة، أو كما يعرفها رواد العالم بألوان "البوب"، والتي تعود إلى حقبة ستينيات القرن الماضي، التي ارتداها عشاق الموضة في تلك الحقبة من الزمن. وعن أكثر الأقمشة التي شكلت تلك التصاميم؛ القطن والكتان والحرير، واتسمت بالجودة العالية، سواء بالنسبة لقطع اللباس التي يرتديها الرجال أو النساء وكذا الأطفال، هذه الفئة الأخيرة التي نالت قسطها من هذا العالم، بملابس صممت بنفس تصاميم البالغين، لكن في قطع أصغر جحما. وقد أثار اهتمامنا بشكل خاص، مادة "الدوم" و«الخيشة" في صناعة الأحذية، والقبعات وحقائب اليد للنساء والرجال كذلك، تنوعت تلك التشكيلة بين تصاميم قطع غير رسمية للخرجات اليومية وأخرى خاصة بالبحر، متعت عشاق الموضة بفضل تصاميمها التي تتماشى مع جميع الألوان والقطع الصيفية.