نزلت للمكتبات الجزائرية، مؤخرا، الطبعة العربية لكتاب "علي بشين.. من مرتيتو إلى الجزائر العاصمة"، عن دار "ساجد" للنشر، ليتمكن القراء من الاطلاع على جانب مهم من تاريخنا الوطني، وكذا التعرف على شخصية هامة ساهمت في الدفاع عن الجزائر. ترجمت الرواية إلى اللغة العربية الطبيبة فاتن أقناو، معتبرة إياها عملا شيقا لصاحبها الإيطالي ريكاردو نيكولاي، تروي مغامرات الطفل الإيطالي ألدو بتشين الذي تم جلبه من طرف رياس البحر الجزائريين، بعد استلائهم على قريته.. ألدو ذلك الطفل الصغير الذي عاش في مرتيتو بين أهله وماعزه، أصبح ابنا للرايس فتاح، لتصبح مغامراته اليومية مجالا لحياة جديدة، فيها الرومانسية والتاريخ والبطولات. أشارت المترجمة، إلى أن أحداث هذه الرواية مستوحاة من قصة حقيقية، ومن تاريخ مسجد "علي بتشين" بالقصبة السفلى، وهو المكان الذي لا يزال يشهد على هذه الحقبة من تاريخ الجزائر. والرواية إحياء لقصة حب جمعت بين الأميرال الإيطالي بيتشيني، من البحرية الجزائرية في العهد العثماني ولالاهم. انخرط بيتشيني في البحرية الجزائرية، وصار أحد أبرز قادتها المعروفين، اعتنق الإسلام وتغير اسمه إلى علي بتشين، وهو الاسم الذي يحمله مسجد قام هو ببنائه، تقربا من السلطان أحمد بلقاضي، من أجل أن يقبل تزويجه ابنته لالاهم. وقالت المترجمة "الكتاب متوفر حاليا في أغلب مكتبات العاصمة، إنه رحلة في قصة منسية كمئات القصص والتفاصيل التي تخفيها جنبات الجزائر". صاحب الرواية ريكاردو نيكولاي، كاتب إيطالي ألهمته قصة بتشينيو، فقدم من توسكانيا تلك المدينة الرومانسية، وطاف بدروب مزغنة وأزقتها الضيقة، وجعل من قصة حياة ألبيريكو بيتشيني عملا أدبيا. بدأت رحلة البحث وتقفي الأثر عند الروائي، عن الرايس بيتشيني، ليكتشف أنه ينحدر من المنطقة نفسها التي يسكن فيها، فهو مولود في مدينة ماسا بمقاطعة توسكاينا، وهو ما شكل له دافعا كبيرا، لهذا بدأ في جمع القصص والحكايات، والتحقق من الروايات والمصادر والمراجع التاريخية، والكتب القديمة التي تطرقت لحكاية الأميرال علي بتشين، بعدها أتى إلى الجزائر وزار جامع علي بتشين وقصر رياس البحر، الذي عاش فيه بتشيني فترة من الزمن. فكر ريكاردو في ترجمة روايته إلى اللغة العربية، ورآه أمرا ضروريا، مؤكدا أن هناك قراء في الجزائر لا يقرؤون بالفرنسية أو الإيطالية، وقصة الحب التي جمعت علي بتشين والأميرة لالاهم، جديرة بالترجمة للغات أخرى. للتذكير، كانت قد صدرت عن "منشورات كوكو" الترجمة الفرنسية للرواية، وتولى ترجمتها المترجم الجزائري المقيم بإيطاليا كريم مترف.