❊ وضع حدّ للعدوان لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس ❊ إصلاح المنظومة الدولية لإنهاء تهميش الدولال نامية والإفريقية ❊ تأكيد على موقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية وشعبها ❊ لا بديل عن العمل ضمن الأطر والآليات متعددة الأطراف ❊ راسموسن: دول شمال أوروبا مستعدة للتعاون مع إفريقيا أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف أمس، أنه لا بديل عن التعاون الدولي والعمل ضمن الأطر والآليات متعددة الأطراف بين إفريقيا ودول شمال أوروبا لبلورة حلول شاملة وتشاركية تسترشد بمبدأ وحدة المصير ووحدة مصير الإنسانية، مبرزا في هذا الصدد مرافعة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من أجل إعلاء هذه القيم وترقيتها وتوظيفها "كأدوات نموذجية تكرس التضامن والتعاون والترابط في مواجهة التحديات الراهنة محلية كانت أو إقليمية أو دولية". وقال عطاف في كلمته خلال افتتاح أشغال الدورة 20 للاجتماع الوزاري لدول إفريقيا ودول شمال أوروبا التي تختتم اليوم بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال "ننتظر الكثير من هذه العلاقة المتميزة والشراكة الواعدة بين الكتلتين الافريقية والشمال أوروبية، لاسيما فيما يتعلق بالتعاون من أجل تفعيل العلاقة الترابطية الوثيقة بين التنمية والأمن". وأشار الوزير إلى أن ذلك سيسمح بضمان استجابة مستدامة للتحديات الأمنية التي تواجهها دول القارة، ولكسب رهانات التنمية الاقتصادية والطمأنينة الاجتماعية وتحقيق الرؤية الطموحة التي تم تضمينها في الأجندة القارية. وأكد في هذا الصدد حاجة العالم إلى هذه الآلية التي تقوم على قيم الحوار وتبادل الآراء واحتكاك الأفكار في ظل الانشقاقات والصدامات والصراعات التي يعيشها، مضيفا أن سرّ العلاقة المتميزة التي تجمع بين الدول الإفريقية ودول شمال أوروبا يكمن في التزامنا المشترك والأكيد بالقيم والمبادئ والمثل التي قامت عليها ومن أجلها منظمة الأممالمتحدة . وأشاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذا الصدد ب"المواقف التاريخية المشرفة لدول شمال أوروبا التي دافعت عن حق الشعوب الإفريقية المضطهدة في تقرير مصيرها والتي تضامنت مع الحركات التحررية في إفريقيا للتخلص من نير الاستعمار والتمييز العنصري والاحتلال الأجنبي لأراضي الغير". وفي هذا الصدد، سلّط عطاف الضوء على الوضع الصعب والتهديدات التي يشهدها العالم من تفشي النزاعات المسلحة وتعقد الأزمة المناخية العالمية وتكاثر التهديدات الإرهابية العابرة للحدود والأوطان واتساع الهوة التنموية بين الدول الفقيرة والدول الغنية وتفاقم الأوبئة والكوارث الطبيعية، مضيفا أن ذلك "لا يجب أن يثنينا بأي شكل من الأشكال عن العمل من أجل مستقبل أجزل يضمن الأمن والاستقرار والتنمية والرخاء للجميع دون تفضيل أو تمييز أو إقصاء". وعليه، يرى الوزير أنه من الضروري إصلاح المنظومة الدولية لإنهاء تهميش الدول النامية وعلى رأسها الدول الإفريقية في صنع القرار الدولي بشكل "يضمن تأسيس وقيام علاقات دولية متوازنة اقتصاديا وسياسيا". دعوة المجتمعا لدولي لنجدة الشعب الفلسطيني كما اغتنم المناسبة في هذا السياق للتطرق إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة لاسيما في قطاع غزة المحاصر، مستنكرا في هذا الصدد ما يتعرض له من قصف على مرأى ومسمع الجميع "دون أدنى اعتبار لأبسط القواعد الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية". وأكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، تضامن الجزائر التام مع الشعب الفلسطيني مع دعوة المجتمع الدولي إلى "هبة مستعجلة لنجدة المستضعفين والمقهورين والمضطهدين ووضع حدّ لهذا العدوان والعمل على إحياء مسار السلام لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف". وقال إن الجزائر تدعو "لتفادي التنكر للحقائق الدامغة الماثلة أمام المجموعة الدولية" والمتمثلة في أن "في فلسطين احتلالا وأن في فلسطين حقوقا مشروعة لا يمكن أن تضيع أو تذهب سدى وأن شعب هذا البلد يطالب بحقوقه الوطنية المشروعة طبقا لما أقرته الشرعية الدولية لصالحه بصفة واضحة وثابتة، لا تقبل التأويل ولا تقبل التملص ولا تقبل الإنكار". كما جدّد موقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية وشعبها الذي لا يزال يعاني الاستعمار والتمسك بحقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير وإنهاء احتلال أراضيه وتصفية الاستعمار نهائيا في إفريقيا التي يعاني ساحلها من رواسب الفقر واللاأمن واللااستقرار جراء التغييرات غير الدستورية، مضيفا أن ذلك لا يقلل حجمها من إرادة الجزائر في الإسهام في تجاوزها بالطرق التي تخدم مصلحة المنطقة. راسموسن: دول شمال أوروبا مستعدة للتعاون مع إفريقيا في المجال التجاري من جهته، ثمّن المتحدث باسم دول شمال أوروبا، وزير خارجية الدانمارك لارس لوك راسموسن، الاجتماع الذي تحتضنه الجزائر، مضيفا أن العالم يتطور ويتغير وأن "إفريقيا قوة زاحفة لها وزن هام وتنوع بالغ الأهمية، ما يجعل تواجدنا هنا من أجل الاستماع لها وتحديد الفرص لتوطيد الأواصر أكثر بين بلداننا". كما أكد على ضرورة بحث سبل إرساء الأمن والاستقرار في ظل الأزمات والصراعات والتغيرات التي يشهدها العالم، داعيا في هذا الصدد إلى إجراء محادثات صريحة خلال الاجتماع حول ما يعيشه العالم من تغيرات وتحديد الدور المنوط بكل بلد لمواكبة ومسايرة ما يحدث، خاصة في ظل تراجع الأمن والسلم العالميين. وأعرب الوزير الدانماركي عن استعداد دول شمال أوروبا للتعاون مع دول القارة في المجال التجاري وتطوير القطاع الخاص من خلال وضع كل الأدوات والوسائل المتوفرة لديها لمساعدة القارة السمراء، داعيا إلى مناقشة المصالح المشتركة لدول إفريقيا مع دول شمال أوروبا خلال هذا الاجتماع، والبحث عن سبل وآليات التقدم إلى الأمام في مجال التعاون المشترك.