ندعو المجتمع الدولي إلى هبّة مستعجلة لإنقاذ الشعب الفلسطيني الفلسطينيون يتعرضون لأبشع الجرائم والانتهاكات على يد الكيان الصهيوني الغاشم ندعم الشعب الصحراوي المتمسك بحقه في تقرير المصير وتصفية الاستعمار مواقف تاريخية مشرفة لدول شمال أوروبا التي دافعت عن حق الشعوب الإفريقية المضطهدة لا بديل عن التعاون.. وإفريقيا تتطلع لشراكة متوازنة مع دول الشمال الأوروبي أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أمس، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يرافع دائما لقيم الحوار واحتكاك الأفكار والتضامن مع المضطهدين، وجدد دعوة المجتمع الدولي من أجل «هبة مستعجلة» لإنقاذ الشعب الفلسطيني، مثمنا آلية التعاون بين إفريقيا ودول شمال أوروبا. جاءت كلمة الوزير عطاف، في افتتاح الدورة 20 للندوة الوزارية «إفريقيا-دول الشمال الأوروبي»، التي احتضنتها الجزائر، لأول مرة، منذ تأسيسها كمبادرة سنة 2001. وعرفت حضور 30 دولة، إلى جانب الاتحاد الإفريقي، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال. عطاف، أشاد في المستهل، بالحفاظ على تقليد انعقاد هذا الاجتماع السنوي في مواعيده، وبشكل دوري، قائلا: «وما أحوج عالمنا اليوم لآليات كهذه، وهو عرضة للانشقاقات والصدامات والصراعات». وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية، بأن فضاء التعاون بين إفريقيا ودول شمال أوروبا، تقوم على قيم الحوار وتبادل الآراء واحتكاك الأفكار، «والتي طالما رافع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من أجل إعلائها وترقيتها وتوظيفها كأدوات نموذجية تكرس التضامن والتعاون والترابط في مواجهة التحديات الراهنة، محليةً كانت، أو إقليمية، أو دولية». وأشاد عطاف، «بالمواقف التاريخية المشرفة لدول شمال أوروبا التي دافعت عن حق الشعوب الافريقية المضطهدة في تقرير مصيرها والتي تضامنت مع الحركات التحررية في إفريقيا للتخلص من الاستعمار والتمييز العنصري والاحتلال الأجنبي لأراضي الغير». وفي السياق، تطرق وزير الخارجية إلى الوضع المأساوي الذي تمر به القضية الفلسطينية، لاسيما في قطاع «غزة المحاصر والمقصوف»، أين يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع الجرائم والانتهاكات، على يد الكيان الصهيوني الغاشم. وقال عطاف: «إن الجزائر التي تجدد تضامنها التام مع الأشقاء الفلسطينيين»، وتدعو المجتمع الدولي «إلى هبة مستعجلة لنجدة المستضعفين والمقهورين والمضطهدين ووضع حد لهذا العدوان والعمل على إحياء مسار السلام لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف». وشدد الوزير على أن هناك حقائق دامغة لا ينبغي للمجموعة الدولية التنكر لها، وهي: «أن في فلسطين احتلالاً، وبها حقوق مشروعة لا يمكن أن تضيع أو تذهب سدى، وأن الشعب الفلسطيني يطالب بحقوقه الوطنية المشروعة طبقاً لما أقرته الشرعية الدولية لصالحه بصفة واضحة وثابتة لا تقبل التأويل ولا تقبل التملص ولا تقبل الإنكار». في السياق ذاته، جددت الجزائر، خلال هذه الندوة، دعمها للشعب الصحراوي الذي يتمسك بحقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير وإنهاء احتلال أراضيه وتصفية الاستعمار نهائياً في القارة الإفريقية. وأرفد، عطاف، بحرص الجزائر على المساهمة في تجاوز المشاكل التي تعاني منها القارة وعلى رأسها الفقر، اللاأمن واللااستقرار، جراء التغييرات غير الدستورية. وبشأن أجندة الاجتماع الذي يجمع وزراء خارجية إفريقيا بنظرائهم من الدول الخمس لشمال أوروبا، أكد عطاف أن هناك الكثير لمناقشته، خاصة وأن الوضع الدولي يتسم بتزايد التوتر وحدة الانشقاقات وصعوبة التحديات التي تواجه المجتمع الدولي ككل. وقال عطاف: «نحن اليوم أمام مشهد دولي واقليمي قاتم بأتم معنى الكلمة، تتجلى ملامحه وعناوينه الكبرى في تراكم النزاعات المسلحة، وتعقد الأزمة المناخية العالمية، وفي تكاثر التهديدات الارهابية العابرة للحدود، واتساع الهوة التنموية بين الدول الفقيرة والدول الغنية، وفي تفاقم الأوبئة والكوارث الطبيعية». وأمام هذا الوضع، تقتنع الجزائر، أنه لا بديل عن تعان الدول والعمل ضمن الآليات متعددة الأطراف لبلورة حلول مشتركة وشاملة تراعي «وحدة الإنسانية أمام التحديات الماثلة». وأفاد عطاف، بحتمية إصلاح المنظومة الدولية، لإنهاء تهميش الدول النامية، وعلى رأسها الدول الافريقية، في صنع القرار الدولي، بشكل يضمن -حسبه- تأسيس وقيام علاقات دولية متوازنة اقتصادياً وسياسيا. شراكات متوازنة وزير الخارجية، عرج أيضا على الطموحات التنموية الكبيرة التي تتطلع إليها القارة الإفريقية، معلنا أن هذه الأخيرة تتطلع إلى الكشف عن وجهها الحقيقي كمنطقة للفرص والنهضة الاقتصادية وتغيير الوجه النمطي الذي لطالما رسم عنها. واعتبر أن مسار التطور الذي بدأته إفريقيا سيبرز مع المضي قدما في تنفيذ مشاريع التنمية المدرجة ضمن أجندة 2063، خاصا بالذكر «منطقة التجارة الحرة»، لافتا إلى أن هذه المساعي، يتم العمل عليها عبر إقامة شراكات «متوازنة، تصون مصالحها، وتحترم خياراتها وأهدافها الاستراتيجية». لذلك- يقول وزير الخارجية - «ننتظر الكثير من هذه العلاقة المتميزة ومن هذه الشراكة الواعدة بين الكتلتين الافريقية والشمال أوروبية، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون من أجل تفعيل العلاقة الترابطية الوثيقة بين التنمية والأمن». ووضعت الندوة ترقية أهداف السلم والأمن، وتعزيز القدرات لتشجيع التنمية الاقتصادية، وكذا تكثيف التنسيق السياسي في المحفل الأممي، على رأس أولويات الورشات المدرجة، إلى جانب موضوع التعليم والشباب في إفريقيا، خاصة وأن 60٪ من سكان القارة من هذه الفئة.