شرعت وزارة التربية الوطنية منذ صباح أمس في حملة إعلامية لصالح التلاميذ وأوليائهم لتحسيسهم بضرورة التقيد بإجراءات توحيد المآزر بالنسبة للمتمدرسين ابتداء من الدخول المدرسي القادم.واختارت وزارة التربية الوطنية الإذاعة الوطنية لإطلاق حملتها الإعلامية، وبثت أمس إعلانات تدعو أولياء التلاميذ الى اختيار المآزر لأبنائهم المتمدرسين وفقا للتصنيف المحدد شهر جوان الماضي. وتضمنت الومضة الاشهارية التي بثت على أمواج الإذاعة تذكير التلاميذ وأوليائهم بالإجراء المتخذ، ودعتهم الى الالتزام بمضمونه والتقيد بالتصنيف المحدد كونه يمثل خطوة مهمة في إصلاح المنظومة التربوية. وجاء في القرار الوزاري الصادر في 23 جوان الماضي بأن المآزر المعتمدة ابتداء من الدخول المدرسي القادم تكون بالأكمام الطويلة واللون الأزرق السماوي للذكور واللون الأبيض للإناث بالنسبة لتلاميذ الطور الثانوي أما في التعليم الابتدائي والمتوسط فتقرر أن تكون وردية اللون للبنات وبيضاء للذكور. وتندرج الحملة الدعائية للوزارة ضمن برنامج تهدف لحشد كل الفاعلين في المنظومة التربوية من اجل إنجاح الخطوة الجديدة التي عرفت في بدايتها محاولات للتشويش عليها حتى قبل الترويج لها، حيث انتقدت نقابات القطاع الخطوة واعتبرتها بغير المدروسة ولم تراع مصالح الأولياء. واختارت الوزارة إطلاق الحملة قبل قرابة الشهرين من الدخول المدرسي للتمكن من إبلاغ القرار الى جميع الأولياء والتلاميذ حتى لا يتم تسجيل تأخر في تنفيذ القرار بسبب عدم بلوغ المعلومة الى أهلها، والوقوع في "صدامات" بين التلاميذ ومدراء المؤسسات مباشرة بعد العودة الى مقاعد الدارسة. كما تراهن الوزارة على الحملة الإعلامية لتوحيد المآزر لتجنيب الأولياء مصاريف إضافية في حال عدم تقيدهم بشراء مآزر باللون المطلوب وبالمواصفات المحددة، خاصة وان الدخول القادم سيتزامن مع شهر رمضان المعظم وعيد الفطر، ومعروف عن هذه المناسبات أنها تثقل كاهل الأولياء بالمصاريف. وتسعى الوزارة الى حشد التأييد والقبول من طرف الأولياء والتلاميذ على حد سواء، لإضعاف أية محاولة قد تأتي من النقابات أو حتى من التجار تشكك في العملية حيث سبق وان دعا التجار الى إلغاء القرار أو تأجيله الى غاية نفاذ مخزون المآزر متعدد الألوان والأشكال الذي بحوزتهم، وحسب ممثلي التجار فإن القرار في حال تطبيقه سيسبب لهم خسائر مالية كبيرة على حد وصفهم. ونفس الخطوة اتبعتها عدة نقابات أشارت الى ان اختيار ألوان المآزر بالنسبة للذكور والإناث لم يأت مناسبا، وتساءلت عن خلفية ذلك الاختيار. وتندرج خطوة توحيد المآزر بالنسبة لوزارة التربية ضمن مسار إعادة هيبة المدرسة الجزائرية بعد أن تم التخلي عن هذا الجانب، ومن شأن توحيد المآزر أن يساهم في ترقية المدرسة الجزائرية الى مصاف المدارس العالمية التي تعتمد أنماط تدريس صارمة، بما في ذلك توحيد لباس التلاميذ.