للجمال شروط، تقنيات وأسرار كثيرا ما يكون اكتشافها متوقفا على الاحتكاك بالطبيعة للظفر بإشراقة، ويبرز العسل الطبيعي كأحد أهم المواد المسخرة لإظهار جمال البشرة ومعالجة المشاكل التي تسيء إلى نضارتها، خصوصا عند تعرضها لشمس الصيف وما ينتج عن ذلك من تأثيرات، وفي هذا المجال يتجلى اسم السيدة فايزة بوشارب مربية النحل وصانعة مواد التجميل الطبيعية التي التقتها "المساء" خلال زيارتها لمعرض العسل ومنتجات خلية النحل بشارع عيسات إيدير بالعاصمة. تحضير مستحضرات التجميل والعلاج باستغلال مواد طبيعية هي مهنة مميزة في خدمة الجمال والصحة تشغل وقت السيدة فايزة بوشارب بعد أن اتحد حبها للطبيعة الذي بدأ منذ الطفولة مع تشجيعات زوجها الذي يعمل طبيبا، فكانت ثمرة ذلك إنتاج مستحضرات طبيعية قاعدتها منتجات خلية النحل منذ 12سنة، حيث تعرضها للبيع في محلها الكائن بالبليدة. وعن سر اهتمامها بصنع مواد التجميل الطبيعية تقول السيدة فايزة بوشارب إنها كانت تحب الطبيعة منذ صغرها، مما دفعها لأن تكون مهندسة في الفلاحة، ثم سرعان ما وجدت المجال مفتوحا للاحتكاك أكثر بالطبيعة بعد أن تزوجت، إذ اقترح عليها زوجها الطبيب فكرة ابتكار كريمات خاصة معظمها من خلاصة منتجات خلية النحل المرطبة والمغذية والقادرة أيضا على حماية البشرة، انطلاقا من قاعدة أن لكل مادة طبيعية فوائدها الخاصة، وأن الطبيعة موطن الصحة والجمال. ومن العوامل التي ساعدت السيدة بوشارب على خوض غمار تجربة صناعة مواد التجميل والعلاج الطبيعية التكوينات التي استفادت منها في مجال تربية النحل والبحوث الطبية التي يتولى زوجها القيام بها للاطلاع على كل مستجدات الاعتناء بالبشرة والمشاكل الجلدية التي تهددها، فضلا عن إجراء تحاليل لمكونات المواد الطبيعية التي تستعملها، للتوصل إلى معرفة مدة صلاحيتها، كيفية حفظها وكذا طرق استعمالها في مجال التجميل، ومنه تمخضت البحوث الجامعية والتحاليل عن إنتاج ثلاثة مراهم طبيعية، لكن لم يتم تسويق هذه الأخيرة -حسب محدثتنا - إلا بعد سلسلة طويلة من التجارب، فاقت مدتها سنتين، حول إحتمالات فساد المنتوجات أو التسبب في أضرار معينة وكذا مدى فائدتها، حيث أظهرت النتائج أنها تتمتع بفعالية وصلاحية دائمة. المنتجات التي تطرحها السيدة بوشارب على ساحة الجمال والصحة هي عبارة عن مراهم لتخفيف زحف التجاعيد وإزالة البقع التي يمكن أن تظهر على الوجه لاسيما في مرحلة الحمل، التخلص من آثار الجراحة ومعالجة بعض المشاكل الجلدية كتشقق القدم، الحروق التي تصيب البشرة في هذا الموسم الحار والإكزيما، علما أن التحاليل - تبعا للمصدر - أثبتت أن 5 في المائة من الناس معرضون للإصابة بالحساسية بسبب مادة الصمغ الأولية التي يصنع منها المرهم الطبيعي، في حين تقترح على من يعانون من التسممات الغذائية التي تكثر هي الأخرى في الصيف العلاج بشربة العسل التي تحضر بخلط ملعقة من عسل النحل مع مقدار كوب من الماء.
الرجال يخشون التجاعيد أيضا!
وأكدت محدثتنا أن منتوجاتها تلقى إقبالا معتبرا من كلا الجنسين، خاصة وأن هناك من يخشى الأضرار التي تسببها بعض مواد التجميل الكيماوية، وعن أسباب إقبال الرجال على منتوجات خلية النحل كشفت أن البعض منهم يبحثون عن حل لمرض الإكزيما أو تشقق القدمين، كما أن هناك من يرغب في معالجة حروق الوجه التي تسببها أشعة الشمس اللافحة في هذا الفصل، "وبغض النظر عن هؤلاء جميعا هناك من الجنس الخشن من يستهويه الحفاظ على شبابه، فيقصدنا طلبا للمراهم التي تحارب التجاعيد"، تضيف مربية النحل. أما بالنسبة للجنس اللطيف الذي يبحث في هذا الفصل عن حل يعيد إلى البشرة نضارتها بسبب الجفاف الذي تتعرض له، فإن العسل فاتح اللون أحسن وصفة، إذ ترى محدثتنا أن الحصول على بشرة نظيفة ونضرة قبل أيام من موعد الزفاف شرط أساسي لجمال العروس، إلا أنه لا يمكن الحصول على هذا الجمال بين لحظة وضحاها، فكلمة السر هي "تعودي على وضع قناع العسل الطبيعي المغذي يوميا أو ثلاث مرات أسبوعيا إذا أمكن لترتدي البشرة لون الزهر". وعلى ذكر حفلات الزفاف تقول السيدة بوشارب إن الطبيعة تقدم حلا سحريا للعرسان الراغبين في تنشيط قدرتهم الجنسية، ممثلا في "عقدة العروس" التي تتكون من الغذاء الملكي، العسل، غبار الطلع والمكسرات، أما هي فتتمنى في الوقت الراهن أن تحصل على شهادة الضمان التي تقدمها المصالح المعنية بعد إجراء تحاليل للمنتوجات.