حرص الناخب الوطني، جمال بلماضي، على فرض السرية الكاملة على أغلب تدريبات "محاربي الصحراء" في مدينة بواكي، منذ وصول زملاء محرز إلى كوت ديفوار، يوم الأربعاء، في قرار يريد به بلماضي إخفاء أوراقه الفنية والتكتيكية، وبالمرة وضع لاعبيه في أحسن الظروف الإعدادية، وفي مقدمتها التركيز على المهمة التي تنتظرهم في كوت ديفوار، والمتمثلة في محو كابوس المشاركة الكارثية، خلال النسخة الماضية من "الكان" بكوت ديفوار. كان المنتخب الوطني قد خاض أولى حصصه التدريبية في مدينة بواكي، مساء الأربعاء الماضي، بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، قبل أن يفتح تدريب أول أمس الخميس، لحوالي 20 دقيقة للصحافة، لكن بلماضي عاد وقرر فرض السرية مجددا على تدريبات يومي أمس واليوم، والتي جرت كلها على ملعب "الثانوية الكلاسيكية"، في موقف يؤكد نوايا الناخب الوطني في تحضير أشباله بعيدا عن الأعين، خاصة أنه سيكون مضطرا إلى فتح حصة الأحد لوسائل الإعلام، قبل 24 ساعة من موعد افتتاحية "المحاربين" في كأس أمم إفريقيا 2023، أمام أنغولا، على ملعب السلام في بواكي. وركز مدرب "الخضر" خلال التدريبات المغلقة على العملين الفني والتكتيكي، بعد أن كان الجانب البدني محور الاستعدادات الأولية، التي جرت في سيدي موسى، ثم الطوغو على التوالي، عندما سعى إلى تحسين الجاهزية البدنية للعديد من اللاعبين الذين يعانون من نقص المنافسة ومخلفات الإصابة، في صورة سليماني وعطال وبلايلي وبن ناصر، علما أن وديتي الطوغو وبورندي الأخيرتين سمحتا لبلماضي بالاستقرار على التشكيلة الأساسية بنسبة كبيرة جدا، مع وجود تردد وحيد فقط، متعلق بمركز الجناح الأيمن، حيث يتنافس الثنائي وناس وبلايلي على هذا المنصب، بعد أن ترك لاعب مولودية الجزائر انطباعا جيدا في ودية بورندي وتحسن كثيرا من الناحية البدنية. ممنوع الاقتراب من فندق الملعب فرضت السلطات الأمنية الإيفوارية، بطلب من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، إجراءات أمنية مشددة في محيط إقامة "الخضر" ببواكي، وعلى وجه التحديد، فندق الملعب المجاور لملعب السلام، حيث قامت السلطات الأمنية هناك بغلق الطريق المؤدية إليه، مع وضع حواجز على بعد مسافات طويلة لمنع الأنصار والفضوليين من الاقتراب، تفاديا للتأثير على تركيز زملاء إسماعيل بن ناصر، كما حدث خلال كأس أمم إفريقيا الماضية بالكاميرون، عندما كان المناصرون الجزائريون وحتى الكاميرونيون آنذاك، يتوافدون بكثرة أمام محيط الفندق، ويبقى منهم البعض لساعات، في انتظار خروج اللاعبين لمحاولة التقاط الصور التذكارية، وهو ما يساهم في تشتيت تركيز اللاعبين. إلى ذلك، كشفت مصادر "المساء"، أن جمال بلماضي هو من أصر على اختيار ملعب "الثانوية الكلاسيكية" كمركز لتدريبات "الخضر" في بواكي، وفضله على الملعب الملحق المجاور لملعب السلام ومقر إقامة زملاء زروقي في بواكي، على اعتبار أن ملعب "الثانوية الكلاسيكية" يسهل مهمة غلق التدريبات، على عكس ملحق ملعب السلام المتواجد بجانب أحد الطرق الرئيسية في بواكي، كما أن الأسوار المحيطة به غير عالية، ويمكن متابعة تدريبات "المحاربين" من بعيد، ومن طرف الفضوليين، وهو ما لا يتوافق مع خطط بلماضي خلال النسخة الحالية من كأس إفريقيا. أصداء مبولحي حاضر في تدريبات "الخضر" عرفت تدريبات المنتخب الوطني المفتوحة ليوم الخميس، مشاركة كل اللاعبين، بمن فيهم الحارس وهاب رايس مبولحي، الذي تجاوز مشاكل الإصابة التي عانى منها منذ بداية معسكر "المحاربين" لكأس أمم إفريقيا، الأمر الذي يسمح للمدرب جمال بلماضي، بالعمل براحة أكبر، في ظل توفر كل الخيارات الفنية. معنويات عالية وسط زملاء بن ناصر شهدت تدريبات المنتخب الوطني منذ الوصول إلى بواكي، حيوية كبيرة وأجواء رائعة بين اللاعبين، ما يؤكد المعنويات العالية لزملاء بن ناصر وإصرارهم على تقديم مستويات كبيرة خلال النسخة الحالية من "الكان"، يجعلون الجزائريين ينسون ما جرى في النسخة الماضية بالكاميرون، عندما خرج "الخضر" من الدور الأول. 6 ملاعب رئيسية و24 ملعبا للتدريبات خصصت السلطات الإيفوارية ستة ملاعب رئيسية و24 ملعبا للتدريبات، خلال كأس أمم إفريقيا 2023 في نسختها 34، حيث حرص الإيفواريون هذه المرة، على الاستجابة لشروط الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بهذا الخصوص، بعد المشاكل التي عرفتها النسخة الماضية من "الكان" في الكاميرون، وفي مقدمتها ملعب جابوما. 52 مباراة و101 حكم ستشهد النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، إجراء 52 مباراة في المجموع، بمشاركة 24 منتخبا، في وقت تم اختيار 101 حكم لإدارة مباريات هذه البطولة. 20 ألف متطوع و1.5 مليون مشجع تشهد كوت ديفوار حركية كبيرة خلال هذه الأيام، وعلى وجه التحديد، ساعات قبل الافتتاح الرسمي لكأس إفريقيا، سهرة اليوم، بمواجهة كوت ديفوار وغينيا بيساو، حيث ينتظر حضور حوالي مليون ونصف مليون مناصر، لمتابعة مباريات النسخة 34، وسيتم تأطير البطولة من طرف حوالي 20 ألف متطوع.