وصلت منتصف نهار أمس، بعثة المنتخب الوطني برئاسة كريم قاصد عضو المكتب الفيدرالي، المكلف بالمنتخبات الوطنية، إلى مدينة بواكي تحسبا للمشاركة في الطبعة 34، من نهائيات كأس أمم إفريقيا، بوفد يضم 65 فردا، قادمة من مدينة لومي عاصمة الطوغو، التي احتضنت المعسكر التحضيري للخضر. وغادرت بعثة المنتخب مطار لومي، مثلما كان مخططا من قبل في حدود العاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، غير أن مسار الرحلة طرأت عليه تغييرات، أدت إلى تأخر الوصول إلى مطار مدينة بواكي بحوالي الساعة، حيث حطت طائرة الخطوط الجزائرية، التي أقلت البعثة في حدود منتصف النهار والنصف بتوقيت كوت ديفوار، بعدما عرجت على مطار أبيدجان الذي منه تحولت إلى مطار بواكي المدينة الداخلية، التي تتميز بمناخ قاس نوعا ما في هذه الفترة في السنة، بدليل أن درجة الحرارة لحظة الوصول، كانت في حدود 32 درجة مئوية قبل أن تنخفض قليلا بعد الزوال. وكان في استقبال بلماضي وأشباله، السفير الجزائري بأبيدجان إدريس بوعسيلة، وعدد من مسؤولي مقاطعة بواكي، إضافة إلى أعضاء من لجنة التنظيم المحلية وممثلي الكاف، في حين كانت مغادرة العناصر الوطنية ومعهم باقي أعضاء الطاقمين الفني والطبي، جد مميزة بعد أن خصصت سلطات مدينة بواكي، استقبالا خاصا للبعثة الجزائرية التي مرت إلى بهو المطار على وقع رقصات وأغاني أفريقية أدتها 3 فرق فلكلورية محلية، قبل أن يلتحق اللاعبون بفندق "الملعب" مقر إقامة البعثة مباشرة، خاصة وأن إجراءات الخروج لم تأخذ وقتا طويلا، بفضل التسهيلات والتدابير المخصصة لاستقبال الوفود التي ستصل تباعا بداية من يوم الغد، موعد التحاق باقي منتخبات المجموعة الرابعة (بوركينافاسو، موريتانياوأنغولا). وظهرت العناصر الوطنية جد مرتاحة عند الوصول إلى مدينة بواكي، ولو أن الناخب والوطني وأشباله، آثروا عدم الإدلاء بأي تصريحات لأسباب تنظيمية، في حين ارتأى رئيس الوفد وممثل الفاف كريم قاصد الذي ناب عن الرئيس وليد صادي، تقديم شكره إلى مسؤولي مدينة بواكي واللجنة المحلية للتنظيم على حسن الاستقبال، وهو نفس ما ذهب إليه السفير الجزائري بأبيدجان إدريس بوعسيلة، لما أكد توفير كل الظروف في سبيل أداء الخضر لدورة جيدة، متمنيا التوفيق للتشكيلة الوطنية، مع تعهده بمواصلة العمل ومرافقة البعثة. جدير ذكره، أن المنتخب الوطني، سيحظى بدعم ومناصرة سكان مدينة بواكي، على اعتبار أن لجنة التنظيم المحلية، عمدت إلى القيام بحملات تحسيسية لضمان صدى كبير للبطولة، وقسمت منتخبات المجموعة الرابعة على مناطق مقاطعة قبيكي الأربعة، من خلال اتخاذ كل مدينة كعاصمة لمنتخب من المنتخبات الأربعة، وتم اختيار بلدية بواكي كقاعدة لأنصار الخضر. كريم –ك دخل أجواء التحضير للقاء أنغولا وفد الخضر مرتاح لظروف الإقامة ببواكي عبرت بعثة المنتخب الوطني عن ارتياحها لظروف الإقامة بمدينة بواكي الإيفوارية، وذلك حتى قبل الوصول أمس، إلى فندق "الملعب" الذي سيقيم فيه أشبال المدرب بلماضي في المحفل القاري، بعدما تحصلوا على فيديو مفصل للحالة التي يتواجد عليها الفندق بعد عملية الترميم التي مسته في الأيام الماضية، أين أكد مصدر موثوق من داخل الخضر للنصر، بأن هناك إجماع لدى رفقاء محرز على أن كل الظروف مواتية هذه المرة، على عكس ما كان عليه الحال في دورة الكاميرون الأخيرة، وهو ما يعني بأن الكرة في مرماهم، من أجل الذهاب إلى أبعد نقطة، ولما لا العودة بالتاج القاري. وحرصت الاتحادية الجزائرية، بقيادة الرئيس وليد صادي على وضع لاعبي المنتخب الوطني في أحسن الظروف بمدينة بواكي الإيفوارية، من خلال حجز فندق "الملعب" كاملا، بل أكثر من ذلك فقد قامت إدارة الفندق بإعادة تجهيزه وإلباسه "حلة جزائرية"، في خطوة متعمدة من طرف الفاف، وذلك لمحاولة وضع اللاعبين في نفس الأجواء التي تعودوا عليها في مركز سيدي موسى، من خلال ضمان إقامة كل لاعب في غرفة فردية، مجهزة بكل اللوازم، إضافة إلى وجود صورة العنصر المعني بالغرفة. ومن بين النقاط التي استحسنها أشبال بلماضي أيضا، تلك المتعلقة بقرب المسافة بين مقر الإقامة وملعب التدريبات "الثانوية الكلاسيكية"، الذي يتواجد على بعد 3.5 كم، دون أن ننسى ملعب "السلام" الذي يمكن أن يتنقل إليه رفقاء محرز مشيا على الأقدام. يحدث هذا، في الوقت الذي حول فيه المنتخب الوطني البوصلة إلى مباراة أنغولا، التي تعتبر مفتاح التألق في دورة كوت ديفوار، الأمر الذي جعل الناخب الوطني يركز على موعد الاثنين المقبل، والذي يصر فيه على تكرار نفس سيناريو "كان" مصر، عندما بصم الخضر على بداية موفقة، بعد تجاوز منتخب كينيا بثنائية نظيفة. جدير بالذكر، أن المنتخب الوطني أجرى أمس أول حصة تدريبية بملعب الثانوية الكلاسيكية، على أن يتواصل بنفس الوتيرة إلى غاية لقاء أنغولا. حمزة.س ماندريا ورباعي الدفاع الأكثر مشاركة بلماضي وظف 21 لاعبا في تربص لومي لم يفوت الناخب الوطني جمال بلماضي، فرصة إقامة مباراتين وديتين في تربص لومي بالطوغو، من أجل منح الفرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين، خاصة في اللقاء الأول الذي سمح فيه بإجراء عديد التغييرات على عكس ما كان عليه الحال في مواجهة بورندي، التي تم الاتفاق فيها على استبدال ستة لاعبين فقط، وذلك لاعتماد اللقاء من طرف الاتحاد الدولي للعبة. والملاحظ في وديتي الخضر بملعب مدينة لومي، هو عدم اعتماد الناخب الوطني على خمسة لاعبين، ويتعلق الأمر بكل من ثلاثي حراسة المرمى بن بوط، ومبولحي الذي عانى من آلام، وزغبة آخر الملتحقين بالتربص، في إشارة واضحة إلى أن بلماضي يثق كثيرا في الحارس ماندريا، الذي بات الرقم واحد في هذا المنصب، خاصة بعد تألقه في المباريات الماضية، إلى جانب عدم تلقيه أي هدف في الوديتين. كما لم يوظف بلماضي ثنائي محور الدفاع بلعيد وتوقاي، هذا الأخير بدوره عانى من آلام في الودية الأولى، قبل أن يندمج في التدريبات بصفة طبيعية، غير أنه لم يشارك في لقاء بورندي. وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن رباعي الخط الخلفي إلى جانب ماندريا الأكثر مشاركة في المباراتين، في إشارة واضحة إلى أن الناخب الوطني يعول عليهم كثيرا في المحفل القاري، في انتظار الفصل في بقية المناصب، سيما على مستوى وسط الميدان، ولو أن تألق بن ناصر في الوديتين أراح كثيرا الناخب الوطني. حمزة.س مهدد بوناس الرافض لصفة "جوكير" بلايلي مستعد لتقديم كل ما يملك في الكان كان تربص مدينة لومي مفيدا للغاية ليوسف بلايلي لاستعادة توّهجه، وهو الذي يعلق عليه الناخب الوطني الآمال، خلال نهائيات "كان" كوت ديفوار، لتكرار الأداء الرائع الذي بصم عليه في دورة مصر، أين كان من أبرز المساهمين في حصد اللقب، وإن كانت تبدو المعطيات مغايرة هذه المرة، في ظل تأثر نجم مولودية الجزائر من الناحية البدنية، وهو الجانب الذي اشتغل عليه يوسف كثيرا، إلى درجة مكنته من تدارك النقائص التي يعاني منها، ما قد يدفع بلماضي للاعتماد عليه كأساسي في مباراة أنغولا، لا سيما بعد أن وقف على جاهزيته في ودية بورندي التي قدم خلالها مستوى جد مقبول، مع نجاحه في تقديم تمريرة حاسمة لمحرز الذي ظهر منسجما مع بلايلي، الذي ورغم كل شيء لا يزال مهددا من وناس الذي لا يبدو أنه راض بصفة "جوكير"، ففي كل مرة يمنحه فيها بلماضي الفرصة، إلا ويظهر إمكانيات كبيرة قد تجعله يخلط الحسابات على مستوى منصب الجناح الأيسر. بلماضي: بلايلي قادر على القيام بأشياء عظيمة ولعب بلايلي مباراة بورندي الثانية كأساسي، حيث شارك لقرابة 70 دقيقة، وكان مؤثرا للغاية، بعد تقديم تمريرة حاسمة مميزة لزميله محرز الذي وقع الهدف الثاني، وهو ما جعل مدرب الخضر يبدو راضيا جدا عن التقدم الذي أحرزه بلايلي مؤخرا، لا سيما وأنه كان جيدا أيضا في ودية الطوغو التي خاضها كبديل. وقال بلماضي عن العودة القوية لبلايلي:" يوسف قادر على تقديم أشياء عظيمة، خلال "الكان"، وأرى أنه بإمكانه مساعدة الخضر، سواء لعب أساسيا أو احتياطيا، والمهم أنه يمتلك الرغبة لتقديم المزيد، ومادمت قد استدعيته، فهو يستحق ذلك، أنا راض عنه، فقد تدارك النقص الذي كان يعاني منه، ولا تنسوا بأنه لم يلعب كثيرا الموسم الفارط، وغاب لأسبوع عن تدريبات المولودية، بسبب المرض، قبيل الالتحاق بسيدي موسى، غير أنه عمل كثيرا لتحسين الجانب البدني لديه". بلايلي: استعدت لياقتي وسنذهب بعيدا أعرب بلايلي عن رغبته في تقديم مستوى كبير، خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، مُبديا سعادته باستعادة جزء من فورمته المعهودة، وقال ابن الباهية وهران في تصريحات لموقع "الفاف"، بعد مباراة بورندي الودية:"لعبنا مباراة جيدة واحتفظنا بالكرة، وسجلنا أهدافا، الحمد لله قدمت مباراة جيدة ومنحت تمريرة حاسمة لرياض، نأمل أن نبدأ كأس إفريقيا بقوة وأن نذهب بعيدا، لقد سار المعسكر بشكل جيد، وحضرنا جيدا بدنيا، ومستعدون لجعل الشعب فخورا بنا". تألق وناس وتعدد مناصبه يخلط الحسابات تألق بلايلي خلال معسكر الطوغو، قابله توّهج وناس الذي لا يبدو أنه راض عن اكتفائه بأدوار ثانوية، حيث يطمح لافتكاك مكانة أساسية في "الكان"، وهو الذي قدم أوراق اعتماده بقوة، خلال المباراتين التحضيريتين في مدينة لومي، أين شارك مهاجم نادي ليل في كلتا الوديتين، وتميز بأدائه الجيد أمام منتخب بوروندي، بعد تقديمه لتمريرة حاسمة لزميله عمورة، عقب دخوله كبديل في الشوط الثاني، وبالإضافة إلى ذلك، كان متألقا في ودية طوغو التي لعبها كأساسي، والملاحظ أن بلماضي قد أشرك وناس كجناح أيسر في المباراتين، لتعويض غياب غويري وعمورة. تألق وناس وتعدد مناصبه من شأنه تعزيز فرصه في "الكان"، وهو الذي يمتلك الخبرة القارية، بحكم مشاركته في دورة مصر التي سجل خلالها ثلاثة أهداف.