المساحة المخصصة له تراجعت من 420 ألف إلى 220 ألف هكتار مشروع استحداث مشاتل لإنتاج مليوني غرسة نباتية قريبا اعترف عبد المالك طيطاح، المدير العام للغابات، أن إنتاج الفلين في الجزائر تراجع في المدة الأخيرة، خاصة وأن المساحة المخصصة لإنتاج هذه المادة المهمة تراجعت من 420 ألف هكتار في السنوات القليلة المنصرمة إلى 220 الف هكتار في الفترة الحالية، الامرالذي من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل الإنتاج وكميته على الصعيد المحلي والدولي، خاصة وأن الجزائر تنتج في الوقت الحالي ما بين 90 الف إلى 100الف قنطار من الفلين سنويا. وأفاد السيد طيطاح في تصريح خص به القناة الإذاعية الثالثة أمس، بأن الجزائر وفي إطار استرجاع مكانتها على مستوى الساحة الدولية في مجال إنتاج الفلين، المعروف بكونه من أجود الأنواع على الصعيد العالمي، تسعى في الوقت الحالي ومن خلال السياسة التنموية للقطاع، إلى تحيين العديد من المشاريع وعلى رأسها مشروع استحداث مشاتل على مستوى ولاية سكيكدة، الهدف منها إنتاج مليوني غرسة نباتية. مذكرا بأن المشروع يدخل في إطار سياسة التجديد الريفي التي خصصت لها الحكومة غلافا ماليا يقدر ب 60 مليار دج لإنجاح وتحقيق الإستراتيجية. من جهة أخرى، سبق وأن دق محولو مادة الفلين بالجزائر ناقوس الخطر، بعد أن بلغت الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات في الصيف المنصرم ذروتها، بتسجيلها سنويا انخفاضات كبيرة في إنتاج هذه المادة التي تصدر الجزائر نسبة معتبرة منها نحو الخارج، وفي حالة استمرار هذه الوضعية دون اتخاذ الإجراءات التي وضعتها السلطات الوصية بعين الاعتبار للنهوض بالإنتاج المحلي، فإن الجزائر لن تكون بعد سنوات ضمن قائمة البلدان المصدرة لمادة الفلين الخام، خاصة في الوقت الذي تقلصت فيه المساحة المخصصة لغابات الفلين بنسبة تفوق ال 50 بالمائة، الأمر الذي تسبب في تراجع الإنتاج بنسبة كبيرة من 500 ألف قنطار سنويا إلى ما بين 90 الف إلى 100الف قنطار في السنة، وقد تم تسجيل تراجع ملموس في الإنتاج، خاصة على مستوى الولايات التي اشتهرت لسنوات طويلة بإنتاج الأجود من هذه الثروة، ويتعلق الأمر بكل من بجايةوسكيكدة وتيزي وزو، إلى جانب وتلمسان ووهران وسوق أهراس وجيجل . وعاد المسؤول الأول للغابات في حديثه إلى برنامج مكافحة التصحر الذي من شأنه أن يتدعم ببطاقة جديدة للتحسيس بالظاهرة أنجزت من قبل وكالة الفضاء الجزائرية، وهي البطاقة الوطنية التي ستحدد المناطق المهددة بالتصحر وتوجه بدقة برامج مكافحة هذه الظاهرة على المستوى الوطني والمحلي، حيث ستوزع الخرائط على رؤساء البلديات التي شملتها الدراسة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع زحف الرمال وبالتالي تهديد الثروة النباتية. وأشار عبد المالك طيطاح، إلى أن الخريطة الوطنية التي تعد الثانية من نوعها بعد تلك التي أنجزت في 1996، تخصصت في دراسة 12 ولاية على مساحة إجمالية قدرت ب 27 مليون و435 ألف هكتار، وهي الخريطة التي ستساهم في ترشيد أحسن لاستعمال الأموال وتوجيه كل البرامج التي تجسد ميدانيا في إطار مكافحة التصحر. وفي ذات السياق أفاد ذات المسؤول أن الإستراتيجية المسطرة في القطاع تقوم على أربعة توجهات رئيسية ويتعلق الأمر في بداية الأمر بتقوية السد الأخضر وتوسيعه بحوالي 100 ألف هكتار في الفترة الممتدة من 2010 إلى 2014، علاوة على حماية مناطق تواجد الحلفاء وحماية وتثمين المراعي على مستوى 32 مليون هكتار دون نسيان استصلاح مناطق زراعة الأعلاف في بعض المحيطات المسقية من أجل توفير المواد العلفية. وفي المضمون ذاته، أقر مدير الغابات بأن برنامج مكافحة التصحر، يدخل هو الآخر في إطار البرامج الأربعة للتجديد الفلاحي والمتمثلة في حماية الأحواض المنحدرة على مستوى 13 مليون هكتار وحماية وإرشاد التراث الغابي مع حماية وتثمين المناطق المحمية والحظائر الوطنية. للإشارة، سبق وأن أكد السيد طيطاح في آخر ندوة إعلامية عقدها رفقة وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، على مستوى وزارة الفلاحة بالعاصمة، أنه تم إنجاز 465 مشروع جواري سنة 2009 من مجموع 12 ألف مشروع جواري ينتظر تجسيدها في آفاق 2014. وأوضح مدير وكالة الفضاء الجزائرية، عز الدين أوصديق في ذات السياق وفي نفس اللقاء، أن النتائج المنبثقة عن الدراسة التي باشرتها الوكالة والتي شملت 12 ولاية، أوضحت أن المساحة المتصحرة خلال 13 سنة بلغت 0.5 بالمائة، في حين تم استرجاع 800 ألف هكتار من المناطق الحساسة للتصحر، وأصبحت متوسطة التصحر، ما يعني أنه بإمكان البلاد استرجاع الكثير من المناطق المهددة بالتصحر بفضل الخريطة الوطنية والبرامج الوقائية المحددة من قبل الوزارة الوصية بالتنسيق مع المديرية العامة للغابات والهيئات وجميع الفاعلين في القطاع.