حذّر رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، من شبكات الفساد ونهب المال العام التي أصبح لها امتداد في مفاصل الدولة وتستغل مواقع المسؤولية للتغطية على أنشطتها الإجرامية، مؤكدا أن هذه الشبكات "تدفع بالدولة والمجتمع نحو المجهول وتقامر باستقرار الوطن". ذكر الغلوسي، أن "الملفات الأمنية والقضائية ذات الصلة بالفساد ونهب المال العام كشفت أن الأمر يتعلق بشبكات لها امتدادات في المجتمع والدولة، وأن هذه المافيا تمددت واستعملت أساليب مختلفة ضمنها الاحتماء ببعض المواقع العمومية للتغطية على أنشطتها الإجرامية". وأكد أن "أفراد هذه الشبكات يحرصون على الظهور في بعض الأنشطة بمظهر الدفاع عن المصلحة العامة، مع التسويق لتلك الأنشطة إعلاميا حتى يظهروا للجميع بأنهم يدافعون فعلا عن المصلحة العامة". كما قال إن "منهم من يقوم بتمويل بعض الجمعيات وتوزيع بعض الإعانات في فترات مختلفة ليشيد الناس بسلوكهم وأخلاقهم المثلى.. كل ذلك بهدف التمويه والتغطية على انحرافهم"، وأشار إلى أن هذه "المافيا تتاجر في كل شيء لتجمع الثروة وتغتني على حساب آهات ومعاناة الناس وحقهم المقدس في التنمية والعدالة وتضع الوطن برمته أمام أزمات وتوترات اجتماعية". ووصف الغلوسي، هذه الشبكات بكونها "شبكات متمددة ومعقدة لا تجد أي إحراج في ترك الوطن في مواجهة الاحتقان الاجتماعي وغلاء الأسعار والفقر والبطالة والتضخم والجفاف". وفي سياق ذي صلة، شددت البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، في تصريحات لوسائل إعلام محلية على أن المغرب بحاجة إلى استراتيجية وطنية متكاملة وشجاعة لمحاربة الفساد، مضيفة بأن "وصول الفساد إلى المؤسسة التشريعية والمؤسسات المنتخبة أمر غير مقبول". واعتبرت منيب، متابعة 26 برلمانيا في قضايا كثيرة "وصمة عار"، قائلة "لا يمكن أن يقبل هذا الأمر في مؤسسة من المفروض فيها أن تكون عمودا فقريا في بناء دولة الحق والقانون وبناء المغرب الديمقراطي". وكانت "فدرالية اليسار الديمقراطي" أفادت خلال مناقشة التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات بمجلس النواب، من خلال النائبة البرلمانية فاطمة التامني، أن "الفساد مازال ينخر البلاد ويكلف 50 مليار درهم سنويا أي حوالي 6ر4 مليار أورو"، مشددة على أن مكافحته "أصبحت واجبا وطنيا يجب أن يعطى الأولوية بدل محاربة الأشخاص الذين يفضحون الفساد ويتصدون له".