يعد المطرب حكيم صالحي من الفنانين الجادين في تطوير الأغنية الشبابية، مستدلا بتجربة من نجومه الذين ساهموا في التشهير له لقد لبى مؤخرا دعوة حضور مهرجان تيمقاد الدولي داعيا إلى التصدي للمتطفيلين على الفن على حساب رسالة الفن، ولم يستثن طموحاته في تعزيز المبادرات لصنع الفضاءات للأصوات الشبانية لتمثيل الفن الجزائري والترويج له في المهرجانات العالمية. في حوار أجرته معه "المساء" بخيمة تاموقادي تطرق لجملة الأمور المتعلقة بتطوير الفن الجزائري ومشاكل الفنانين. - كيف استقبلتم مجددا مواجهة جمهور تعرفونه من قبل، وماذا يمثل لكم مهرجان في حجم تيمقاد؟ * لبيت الدعوة بفرح وسرور في هذه المحطة الفنية التي تعزز رصيدي الفني، فظهور الفنان في هذا المسرح يشكل مرحلة مهمة في حياة الفنان، وإني مسرور بالظهور مجددا لمقابلة جمهور ألفته في طبعات سابقة وأنني ربطت علاقة متينة. - يجرك الطموح لإدراك غاياتك من الفن، واعتمادا على تجربتك الميدانية وكفنان هل وفرت آليات توطيد العلاقة بهذا الجمهور؟ * عملت طوال مشواري الفني للحفاظ على هذا الود الذي كسبته من جمهوري، وما أديته لا يغدو سوى مجرد واجب، وكفنان أثمن دور الجمهور الذي يعد طرفا فاعلا في تحدي المسار الفني، للفنان آليات مواجهة الجمهور تندرج في ثقافة الفنان في حد ذاته الذي يثمن دور الجمهور كحم خاص لنشاط الفنان، لأنه بدون جمهور لا يمكن للفن أن يرتقي. - بعدما ربطتم علاقة حميمية بجمهور تيمقاد ألا تعتقد أنه من الواجب عليك تقديم الجديد فوق ركح المسرح من موقعه السحري؟ * شيء طبيعي أن يطلب الجمهور جديد الفنان، لكن بشرط تقدير ظروفه، الظرف طبعا الانشغال بإنجاز أعمال جديدة ستسمح بالتواصل وتنويع الذوق، لقد جئت خصيصا لإسعاد جمهوري بباكورة أعمالي والجديد منها مثل "زين الشاوي، ولفي ولفي، اندير ما قال لي راسي، خمايسة، وأكتيفي نافيقي" - إلى ماذا ترجع سر نجاح لون الراي وبروز الموجة الجديدة في الغناء التي تعرف بما يسمى بالآنية الشبابية التي تزداد انتشارا؟ * الراي كلون جزائري له رواده وخصوصياته، يعتمد على الموسيقى الخفيفة، فهو يعاصر التطور الحاصل في المجال الفني وبخصوص الظاهرة الجديدة في الغناء، فهي أصبحت واقع معاش، وتمثل تعبيرا عن حاجات لها انعكاساتها على الراهن الاجتماعي. - هل تراهن على اعتماد هذه الخصوصيات في مشاريعك الفنية المستقبلية وهل من جديد؟ * أكيد الشباب أصبحوا يفضلون الأغاني القصيرة المعبرة من هذا المنطلق، أسعى من خلال العمل الفني الجديد الذي سيصدر لي بحر هذا الأسبوع بعنوان "السيبلة" من 12 أغنية يتضمن مواضيع اجتماعية. - هل الموسيقى الإلكترونية نعمة أم نقمة على الفن؟ * بالطبع ستفقد الفن الجزائري ميزاته وخصوصياته، لكن الذين يراهنون عليه إنما لتحقيق أهداف تجارية بالاعتماد على موسيقى غير مكلفة لا تعكس حقيقة المجهود الذي يبذله الفنان والموسيقى معا، قد تكون نتائجه ظرفية وآنية لكن دون تحقيق رسالة الفن، ضف إلى ذلك بودي أن أطرح غياب الاستمرارية في وجود طفيليين على الفن وعلى القائمين على الشأن الثقافي والفني أن يوصدوا الأبواب في وجوههم لأن المهرجانات والقاعات التي تتوفر عليها بلادنا غير كفيلة باستقطاب هذه العيينات، بل الواجب يفرض المسار الفني والعملي للمطرب الحقيقي الذي يريد العمل ويبحث في تطوير الفن دون ذلك لأن الفن رسالة. - وأنت تشارك في طبعة هذه السنة بعنوان القدس عاصمة الثقافة العربية، هل من عمل فني يمجد القضة الفلسطينية؟ * لا أحد يمكنه نكران مواقف الشعب الجزائري من القضايا العادلة عبر العالم، الأسرة الفنية لم تشذ عن القاعدة، أنا مستعد لإبراز قيم التضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال أعمال فنية هل، يؤدي في اعتقادكم الإعلام الجزائري دوره في خدمة الفن؟ - ما رأيك في تجربة الغناء بالرياضة وهل من مبادرات لك في الموضوع؟ * هي تجربة تعرف في المدة الأخيرة رواجا كبيرا، في اعتقادي الفنان ليس له الحق في تسجيل أغان لنواد رياضية قد يحسب عليه أنه يفرق بين النوادي الجزائرية، في نظري يجب أن تعمم التجربة على الفريق الوطني لوحده لأنه ملك كل الجزائريين، كانت لي تجربة مع فريق مولودية باتنة، حيث طلب مني المساعدة عند تسجيلها، ثم تطورت الأمور لأكلف بأداء هذه الأغنية، نزلت عند رغبة مسؤولي النادي لأنهم في حاجة وقتها لدعم مني فقط لا غير. - كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟ *أنا أثمن كل نشاط إعلامي يدعم مثل هذا المهرجان الذي اكتسب شهرة عالمية، كما يمثل وجودكم كإعلاميين دعما آخر لنشاطات الفنان. أشكر جريدة المساء التي أتاحت لي فرصة الحديث في هذا هذا المنبر الإعلامي، أتمنى لها الدوام والاستمرارية.