حالت الطبيعة دون تمكين جمهور تيمقاد من الإستمتاع بالحفلة التي كان منتظرا أن ينشطها الفنان اللبناني وائل جسار ضمن فعاليات الطبعة الثلاثين لمهرجان تيمقاد، حيث اجبر تساقط الأمطار التي تهاطلت على المنطقة المنظمين على تأجيل حفل وائل جسار لليوم الموالي، ليغادر الجمهورالباتني ركح المسرح الروماني فاسحا المجال لحجارة المدرجات لمحاكاة سحر الطبيعة بعدما تلطفت الأجواء من الحرارة التي ميزت المنطقة مؤخرا. الفنان اللبناني الذي حظي باستقبال رائع بباتنة صرح بأنه شغوف بملاقاة جمهور الجزائر مجددا في ثاني زيارة له بعدما نشط السنة الماضية حفلا فنيا بمهرجان "جميلة"، مؤكدا في ندوة صحفية نشطها بمطار باتنة الدولي فور وصوله على أهمية مثل هذه المهرجانات التي تختصر الحضارات وتقرب المسافات وتوطد العلاقة بين الجمهور والفنان لتوصيل الرسالة الهادفة. وبالمقابل أبدى الفنان اللبناني أسفه الشديد لواقع الأغنية العربية محملا المسؤولية للجميع بما فيهم الفنانين والإعلاميين ولم يستثن الجمهور، محذرا في سياق متصل من انتشار ما وصفه بالعفن الفني الذي يكرس الفشل والرداءة داعيا إلى ضرورة تشديد الرقابة على هذه الأغاني ومنع انتشارها وتسويقها لانها تسيء للذوق وتوشوش على حاسة السمع وتسيء للمشاعر على حد تعبيره. وكشف الفنان الذي بدا متأثرا لواقع العالم العربي ولبعض المشاهد الأليمة ومجازر ببيت حنون عن اقتناعه برأي الرقابة التي يعتقد فيها أهم دعامة لتوجيه الفنانين لخدمة الإنسانية داعيا إلى توحيد الصف العربي. وائل الذي أنهى مؤخرا تسجيلات عمله الفني "قلت وحدها" من كلمات الأستاذ نبيل خلف وألحان الأستاذ وليد سعد، أبدى استعداده للمشاركة في أعمال فنية مشتركة على أن تكون مع أسماء فنية معروفة على غرار نانسي عجرم، يارة شرين عبد الوهاب... وغيرهم، لينوه في سياق حديثه بالفنانين الجزائريين سيما الفنانة فلة عبابسة التي اعتبرها نموذجا للأصوات المتميزة والرائعة متمنيا مشاركتها في عمل فني مشترك بقوله: "يشرفني أن أنجز معها عملا فنيا". وفي ذات السياق أشاد الفنان اللبناني بالأغنية الجزائرية الشبابية "الراي" الذي اكتست حسبه شهرة عالمية، وتأسف لعدم قدرته تقديم أغنية جزائرية خلال الحفلة بسبب ضيق الوقت والتأخر في توجيه الدعوة له للمشاركة في مهرجان تيمقاد. وفي الأخير دعا الفنان اللبناني الذي يحضر لجولاته الفنية هذه السنة للمشاركة في سهرات "الكازيف" بسيدي فرج (العاصمة) وعدة مهرجانات عربية أخرى، بكل من تونس المغرب، إلى ضرورة التمسك بالأصالة والحفاظ على الموروث الفني العربي.