أوجدت "الكابويا" أو اليقطين لنفسها مكانا لها ضمن المطبخ البسكري، فأضحت بذلك تنافس الدوبارة التي ذاع صيتها مؤخرا، وكذلك طبق "الطعام" أو الكسكسي المعروف عالميا وليس فقط محليا ومغاربيا. وأدخلت "الكابويا" بالمجتمع البسكري على أطباق الكسكسي وخاصة في الأسر الفقيرة، وبعدها أضحت توزع أطباقها على المساجد بحيث ترسل "القصاع" الى بعض المساجد بعد صلاة الجمعة أو صلاة العصر، حيث يستدير حولها المصلون وعابرو السبيل كما هو حال سكان أولاد جلال، الدوسن وسيدي خالد. وتعتبر هذه الالتفاتة صدقة يأكل منها مرتادو المساجد وتسمى محليا ب"المعروف". كما ان أطباق "الكابويا" أصبحت في الآونة الأخيرة سيدة المناسبات على اختلافها سواء الزفاف أو الختان او النجاح في البكالوريا او العودة من أداء الخدمة الوطنية وحتى السلامة عند عيادة المرضى وولوج سكن جديد، وحتى "قفة صدقة" بعد دفن الموتى كما يتردد لدى بعض سكان أولاد جلال بقولهم "دفناه والآن نخرج عشاءه" وهذا العشاء يتمثل أساسا في طبق الكسكسي بالكابويا ويطلق عليه عادة اسم "الفدوى". وهناك عادة أخرى تتمثل في إخراج صدقة فدوى الميت على المحتاجين وهي بالعادة عبارة عن 02 كلغ كابويا مضافا إليها 02 كلغ دقيق ورطل لحم ويتم توزيعها بعد عودة أهل الميت من المقبرة بعد صلاة العصر. ولحد الساعة، ما تزال الأطباق المحضرة من الكابويا اختصاصا نسويا بامتياز، إذ لم يتمكن بعد الرجال من مسيري المطاعم ومحلات الأكل السريع من ضمها الى قائمة الأطباق عندهم. وتعتبر أطباق الكابويا أكثر خفة من أطباق الشخشوخة التقليدية كما يكثر الطلب عليها في المناسبات سواء مطهوة بالكسكسي او بفطير الشخشوخة، وهي أكلة تقدم لأهل البيت او الضيوف. تاريخيا، معروف عن شجرة اليقطين ان الله أنبتها على سيدنا يونس عليه السلام بعد ان لفظه الحوت الى العراء في قوله تعال: "فنبذناه بالعراء وهو سقيم وانبتنا عليه شجرة من يقطين"، كما أنها من الخضار المتوفرة ببلادنا ويتم تناولها طازجة ومطهوة او عصير. وقد أثبت أن الكابويا او اليقطين تحتوي على الماء والكربوهيدرات اللازمة لإمداد الجسم بالطاقة والألياف اللازمة لتقوية الجهاز الهضمي والأملاح المعدنية كذلك، كما أنها مسكنة للالتهابات ومدرة للبول ومزيلة للإمساك ومصفية للكليتين والأمعاء.