تعرف الأحياء الشعبية بقسنطينة انتشارا سريعا وواسعا لمحلات الدوبارة التي تتواجد في كل أركان المدينة القديمة، هذه الأكلة التي تعد غريبة عن المجتمع القسنطيني· وإن كانت الدوبارة تتماشى وفصل الشتاء حيث يمكن لهذه الأخيرة أن تخفف من شدة البرد و تضفي الدفء على جسم الإنسان، إلا أن الاستثناء في الأمر هو أن الصائمين بقسنطينة ومنذ حلول شهر رمضان يقبلون بشكل ملفت على محلات الدوبارة، رغم ارتفاع درجات الحرارة، لاقتناء صحنين أو أكثر· قصدنا محل الدوبارة البسكرية المتواجد بمنطقة زواغي وسط مدينة قسنطينة، لأن سمعته طيبة، تحدثنا مع صاحبه وأكد لنا أن ساعات عمله تصل إلى ال 10 ساعات يوميا لتوفير الطلبات المتزايدة للمواطنين، وأن الفترة التي تكثر فيها الطلبات ما بين الثانية زوالا إلى غاية الدقائق الأخيرة قبيل موعد الإفطار· والمتعارف عليه بمدينة قسنطينة هو أن الجاري بالفريك هو سيد المائدة القسنطينية منذ القديم طيلة شهر رمضان، وإن عُوّض فيكون بالجاري بالشعيرية أو الجاري الأبيض، إلا أن سكان قسنطينة أصحبوا يتناولون الدوبارة كأول طبق قبل التوجه للأطباق الأخرى رغم أن لها أضرار جانبية على المعدة و الأمعاء على حد سواء· كما أن الاكتظاظ حول المحلات لا نشاهده في قسنطينة خلال فترة الصيام إلا حول محلات الجوزية، وحسب صاحب المحل فإن اكتساح الدوبارة يعود أولا إلى لذتها ونكهتها الخاصة، كما أنها دخيلة على الأكلات التقليدية بقسنطينة ويرغب الكثيرون في تذوقها إلى جانب سعرها المتناول لدى جميع المواطنين·· أين يبلغ سعر الصحن الواحد 80 دج و التي يصاحبها كيس من الهريسة التقليدية·