تتعالى الأصوات وتتوالى التحذيرات من عدة جهات ومنظمات أممية من مغبة ومخاطر مجاعة حقيقية، تهدّد حياة ما لا يقل عن مليوني فلسطيني بقطاع غزة وخاصة حياة 700 ألف فلسطيني في محافظتي الشمال وغزة تؤكد كل التقارير أنهم يتضورون جوعا ويموتون تدريجيا. أكدت، أمس، مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، نيبال فرسخ، أن الأوضاع في قطاع غزة "سيئة للغاية ومأساوية وبلغت مستويات غير مسبوقة من الجوع الحقيقي الذي يعيشه الفلسطينيون"، وقالت في تصريح إعلامي إن "كل القطاع يعاني من انعدام الأمن الغذائي بشكل تام وعلى الأقل 16% من الأطفال ما دون سن الثانية يعانون من سوء تغذية حاد نتيجة عدم توفر الطعام ومستلزمات الحياة الأساسية". وأضافت أن "استهداف الاحتلال الصهيوني لقافلات المساعدات عرقل إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق غزة وفي الشمال تحديدا"، مشيرة إلى أن الاحتلال منذ بداية الحرب على قطاع غزة "يفرض حصارا مطبقا على منطقة غزة والشمال وعدد الشاحنات التي تمكنت المؤسسات الأممية من إيصالها إلى منطقة الشمال قليل جدا ومعظم طلبات إيصال الغذاء إلى هذه المناطق قوبلت بالرفض من قبل سلطات الاحتلال". كما أوضحت فرسخ أن "الوضع في منطقة شمال غزة الآن مأساوي بسبب انعدام تام لمستلزمات الحياة الأساسية"، مشيرة إلى أن المستشفيات بدأت في استقبال عشرات الحالات معظمهم من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى رصد انتشار الأمراض والأوبئة من بينها مرض التهاب الكبد الوبائي". وهو ما أكدته منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" التي حذرت من أن قطاع غزة يواجه خطر المجاعة وسط وجود مؤشرات فعلية لوقوع مجاعة تؤثر بشكل مباشر على الأطفال دون سن الخامسة. وقالت المنظمة في بيان، أمس، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو "السبيل الوحيد لتجنب خطر مواجهة المجاعة"، مشدّدة على أن غزة تواجه نقصا حادا في الأمن الغذائي يؤثر على حياة جميع الأطفال. ولفتت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" إلى أن أكثر من 300 ألف شخص في قطاع غزة معرضون لسوء التغذية الحاد والموت في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني ارتكاب المزيد من المجازر الجماعية عبر القصف الوحشي والهمجي للمنازل والأبراج السكنية والمراكز والمنشآت بما فيها الصحية بقطاع غزة ويعمّق الكارثة الإنسانية والمجاعة يوما بعد يوم، خاصة في شمال قطاع غزة ومناطق وسط وجنوب القطاع. والمفارقة أن هذه التحذيرات من مجاعة حقيقية زادت في تفاقم مآسي سكان غزة المحاصرين بالنيران الصهيونية، تتعمق في وقت كشفت فيه تقارير إعلامية، أمس، عن تكدس 2000 شاحنة إغاثة أمام معبر رفح البري والحدودي ما بين قطاع غزة ومصر. وتبقى هذه الشاحنات غير قادرة على عبور معبر رفح، خاصة وأن الاحتلال الصهيوني يواصل حصاره المطبق على قطاع غزة بمنع كل مقومات الحياة عن سكانه، بل ويسعى جاهدا لتفكيك الوكالة الأممية المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا". وفي هذا الإطار، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة اللاجئين، أحمد أبو هولي، أن وجود وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومواصلة خدماتها عامل استقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأكد أن الوكالة الأممية "شريان حياة" للاجئين الفلسطينيين الذي يعتمدون بشكل رئيسي على خدماتها ومساعداتها الغذائية والنقدية. وأعرب المسؤول الفلسطيني عن رفضه المساس بمكانة الأونروا القانونية وتفويضها الممنوح لها بالقرار أممي، مشدّدا على استمرار عملها إلى حين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين طبقا للقرار الأممي رقم 194. ومع استمرار العدوان الصهيوني في اقتراف مزيد من المجازر في غزة، قال رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأممالمتحدة، ماجد عبد الفتاح، إن المجموعة العربية تعكف حاليا على اتخاذ إجراءات "تكتيكية واستراتيجية "لوقف إطلاق النار منها تشكيل جبهة دولية تعمل على صياغة "وثيقة دولية" يجرى إصدارها من الجمعية العامة للأمم المتحدة.