كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، عن إبرام اتفاقيات توأمة بين المدارس القرآنية في الجزائر ونظيراتها في الدول الإفريقية، في إطار تبادل الخبرات وتأطير التعليم القرآني للتعريف بشكل أكبر بدور الجزائر في تطويره، وذلك تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، الذي أكد على ضرورة التوجه نحو العمق الإفريقي. قال بلمهدي، خلال إشرافه أمس، على ندوة تكوينية بدار الإمام بالمحمدية، لفائدة الطلبة الأفارقة المتمدرسين بمعاهد تكوين الأئمة والزوايا والمدارس القرآنية بالجزائر، إن هذا اللقاء يعد الأول من نوعه ويعكس اهتمام الجزائر بالتعليم القرآني، من خلال تكوين الطلبة من كل الجنسيات في المعاهد، أو تعليم الصغار في الزوايا والمدارس القرآنية وذلك امتدادا لرسالة الجزائر في إفريقيا ومواصلة ما حققها مشايخها. وأضاف أن الجزائر تسعى للمحافظة على مرجعيتها الدينية التي تعتمد الوسطية مع نبذ كل أشكال العنف والتطرّف، في إطار تنفيذ سياسة الدبلوماسية الدينية وذلك من خلال إشرافها على تكوين عديد المشايخ من عدة دول إفريقية، لينشروا بعدها كل ما تلقوه من علم ومعرفة في بلدانهم. وذكر بلمهدي، أن الجزائر توفر للطلبة الأفارقة كل الوسائل التعليمية، وتمنح لكل طالب إفريقي محافظ تحتوي على كل كتب العلوم الدينية والأحاديث، وتسهر على مواصلة طبع المصاحف وتوزيعها في إفريقيا، مشيرا أن دائرته الوزارية بصدد الإشراف على بناء معهد "ادابست" لتكوين الإطارات الدينية وذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، القاضية بالتوجه نحو العمق الإفريقي والتنمية في القارة، لاسيما وأن الجزائر تعد عاصمة العلم والمشايخ منذ الثورة التحريرية. وأوضح الوزير، أن الجزائر أشرفت على تكوين حوالي 400 طالب من جنسيات إفريقية في القطاع الديني، وسيتم العمل على رفع عددهم على مستوى المعاهد أو المدارس القرآنية والزوايا بالتعاون مع القائمين في القطاع، مشيرا إلى أن العدد انخفض بسبب جائحة كورونا، إلا أنه سيتم العمل على إعادة رفعه، مشيرا إلى إبرام عمليات توأمة بين المدارس القرآنية في الجزائر ومختلف الزوايا والمدارس في الدول الإفريقية، من أجل خلق فضاء للتواصل ونشر العلم في الدول الإسلامية الشقيقة. وقال وزير الشؤون الدينية، إن الجزائر عازمة على تنظيم دورات تكوينية سنويا لفائدة الطلبة الأفارقة، والتي تدخل ضمن مخطط عمل الحكومة، تنفيذا لالتزامات رئيس الجمهورية، الذي أكد في مختلف خطاباته على أهمية التوجه نحو العمق الإفريقي في جميع الجوانب بما فيها التكوين الديني، من خلال المساجد والزوايا ومدارس التكوين، مشيرا إلى أن فتح الجزائر لخطوط جوية نحو الدول الإفريقية سيلعب دورا هاما في تبليغ رسالتها النبيلة في نشر المعرفة. وأشار بلمهدي، أن مشاركة أكثر من 19 دولة إفريقية في مسابقة جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن، هو دليل على إيلائها أهمية كبيرة للبعد الإفريقي، والعمل على نقل صورتها خدمة للتعليم القرآني.