أعلن أمس الأول، وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، من تيزي وزو، عن وضع حجر الأساس لبناء معهد لتكوين الإطارات الدينية في النيجر قريبا، وذلك لنشر تعاليم الدين الإسلامي وأصوله، في انتظار تجسيد مؤسسات دينية أخرى مماثلة في البلدان الإفريقية الأخرى، مشيرا إلى أن هذا المعهد سيعمل على الحفاظ على العلاقات بين هذين البلدين الشقيقين كما سيعمل على نشر الفكر الديني المعتدل والوسطي في المنطقة . وقال بلمهدي خلال إشرافه على حفل افتتاح السنة التكوينية للمعاهد الوطنية للتكوين المتخصص للأسلاك الخاصة بإدارة الشؤون الدينية والأوقاف من معهد سيدي عبد الرحمن اليلولي في بلدية إيلولة أومالو شرق تيزي وزو، أن الجزائر تكوّن في علوم الدين باللغة العربية، وليس غريبا عليها أنها فتحت أبواب معاهدها وزواياها ومدارسها لتكوين الأفارقة، مشيرا إلى أن المؤسسات الدينية تستقبل الراغبين في تعلم أصول الدين الإسلامي وقواعده من مختلف البلدان الإفريقية، مؤكدا أن هناك أكثر من 400 طالب من حوالي 17 دولة يدرسون في الزوايا والمدارس القرآنية وكذلك في المعاهد المنتشرة عبر الوطن. كما أكد أن الجزائر اليوم وبفضل الدبلوماسية الدينية التي يقدمها الأئمة ومن خلال سياسة رئيس الجمهورية الذي لديه توجه كبير لخدمة الجالية الجزائرية في المهجر في مختلف المجالات، و لذلك سيتم وضع حجر الأساس لبناء معهد تكوين الأئمة والإطارات الدينية في منطقة أغاديس بالنيجر قريبا. من جهة أخرى، شدّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف على الحفاظ على أمانة الشهداء والتمسك بثوابت الأمة، مؤكدا أن الجزائر اليوم تتعرض لمؤامرات عديدة خاصة ما يسمى بالفضاء السيبيراني وكل الرسائل السلبية المشككة في قدرات هذا الوطن على الإبداع وخلق المعجزة والتحدي مثلما كان عليه أجدادنا الأولون الذين حاربوا الجهل والعدو بإمكانيات بسيطة، ولذلك يجب الحفاظ على الوطن ووحدة الأمة ولا يجب ترك المجال لأية قوى خارجية أو داخلية تريد أن تشكك في قدرات الجزائر و عدم إمكانية نهوضها وخروجها من أزماتها، وقال في ذات السياق "لا يمكن أن تخرج بلادنا من النفق إلا بتضافر جهود الجميع ووحدة الأمة". و أكد بلمهدي أن المساجد لعبت دورا في ترسيخ قيم ومبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة وستبقى الحصن المنيع لكل محاولات التشويه أو الانحراف عن الفكر الديني المعتدل الذي كان سائدا في مجتمعنا، داعيا الأئمة إلى محاربة خطاب العنف والكراهية ونشر الكلمة الطيبة بوسطية واعتدال مع غرس القيم الوطنية وتكريس حب الوطن والدفاع عن شرفه وهويته مع المساهمة في إعداد جيل مستعد للنضال من أجل استعادة السيادة الوطنية والتمسك بقيم الدين الإسلامي، مؤكدا أن البعد الديني يشكل جوهر الثورة الجزائرية. سامية إخليف