دعا المبدع النابغة ميدني المعتصم بالله واثق إلى مراعاة ذوق الأطفال عند الكتابة لهم، مشدّدا في السياق على ضرورة إبراز روح الابتكار والواقعية وتفادي قصص الأطفال الساذجة، المجترة من قصص عالمية، والمملّة بعض الشيء، لجعل الطفل القارئ يواكب أحداث القصة، ويستوعب فحواها عند قراءتها. استعرض واثق مؤخرا، في لقاء بمؤسّسة "مالك بن نبي" بباتنة الخطوط العريضة لمشروعه القرائي الموسوم "براعم الأوراس تقرأ، براعم الأوراس تكتب"، الذي خصصت له وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي ركنا بالمكتبة الرئيسية العمومية "حمودة بن ساعي" بحملة، لتمكين الأطفال من الالتحاق بها، مشيرا إلى أنّ مشروعه للنهضة القرائية حظي باهتمام الوزيرة التي حفّزته على تفجير طاقاته الإبداعية. قال المعتصم بالله، إنّ أدب الطفل يحتاج إلى اشتغال كبير على التفاصيل والمواضيع، لبلورة وعي هذه الشريحة التي تشكّل جيل المستقبل في المجتمع، ويهيئها لدخول عالم الكبار من بوابة القراءة والتعرّف إلى الحياة من أكثر من جانب. وحرص في هذا اللقاء الذي جمعه بتلاميذ وتلميذات مدرسة "ابن رشد" الخاصة على تشجيع المقروئية في الوسط المدرسي منذ الصغر، قائلا "جئت حاملا إصدارتي الثلاثة التي تحمل في مضامينها دعوة للقراءة والكتابة". واثق جسّد مبدأ أنّ المبدع يستلهم أحاسيسه من محيطه ويخلق لنفسه فضاءات يتقاطع فيها الإبداع لونا، شكلا ومضمونا مع طموحه ويخوض فيه الكبار والصغار سويا في معركة ينتصر فيها الوعي والثقافة، وهي حقيقة وقفت عليها "المساء" عند هذا النابغة المبدع "الذي شرّف الولاية في عديد المناسبات والأنشطة الثقافية، حيث لا تختلف بالنسبة إليه أشهر السنة ولا المناسبات كلها أياما صنعت عبقريته في الميدان". ابن ال 14 من العمر قال "بداخلي يسكن أدب الطفل، وأتنفس إبداعا"، وأضاف في حديث انفردت به "المساء" أنّ الملكات الإبداعية تولّدت عن حسّ مفرط لوالديه الكريمين اللذين ربياه تربية سليمة ووجهاه أحسن وجهة تحفيزا منهما لمواصلة المشوار. التلميذ المعتصم بالله واثق مجتهد في دراسته منذ الصغر، تحصّل على المراتب الأولى طيلة مشواره الدراسي من الطور الابتدائي لغاية السنة الرابعة متوسط، ثابر واجتهد وتحدى كلّ الصعاب، تمكن من نيل أعلى معدل، وحسبه، فإنّ الطفل المبدع الناجح يمتاز بشغفه للنهل من الكتب وقراءتها كلّها لكسب المعارف بنظرة مختلفة خاصة به، واستطرد أنّ نظرة الإبداع تميّزه عن الآخرين، وتترك بصمته، ما يجذب القارئ للتمعّن في صورة الإبداع وتوصيل ما يريده لهم. مضيفا أنّ الإبداع الموجّه للطفل يرتكز بالأساس على 4 ميزات أساسية، هي اللغة والأسلوب الجيد، المزج بين الواقع والخيال، القيم والأفكار النبيلة، وكذا التسلية وروح المغامرة. وأضاف محدّث "المساء" أنّه حضر حاملا ثلاث أفكار تضمنتها إصداراته في باكورة أعماله "حكايات وعبر"، "صغير هرتي" و"براعم الأوراس تكتب". موجّها دعوة للأطفال إيمانا منه بدور القصة، في حياة الطفل وتنشئته. فمنذ نعومة أظافره، كما تروي والدته وهي أستاذة الفلسفة، يرى الكتاب بين يديه خير جليس وحقيبته على كتفيه متجها للمدرسة، وذكرت أنّ المعتصم بالله قرأ في فترة الجائحة 400 كتاب، كما قرأ للأديب المصري المنفلوطي، ويواظب على قراءة الأدب العالمي. واستطرد المعتصم بالله بالقول إنّه يستلهم من أعماله روح الوطنية. مدركا أهمية الكتاب في تربية النشء الجديد. كما يستلهم الروايات التي قرأها، ويركّز هذا النابغة المبدع في شمولية نظرته للمحيط على توظيف الأدب وتثمينه لحماية كلّ أنواع الفنون واستكمال مسيرة التطوّر لتصبح كلّ الفنون الأدبية أكثر ملاءمة مع ظروف العصر والمتحولات الحضارية، باعتباره ميّالا لأنواع الفنون لغرض الحاجة النفعية، ومن طبعه حب الرسم، وأوضح في السياق أنّه كان يحلم بكتابة الأشعار عن الشعوب المقهورة على وقع النغمة الشعرية المؤثرة والمرأة ودورها في المجتمع. وبدت على واثق ملامح التأثّر، عندما أثنى على دور المدرسة التي أنارت له الدروب ليعانق أنواع الفنون الأدبية، داعيا مجددا الأطفال لقراءة الكتب لرفع الثروة اللغوية. كما شدد على أنّ العمل الثقافي ككلّ، نضال مستمر ومسؤوليات جسام، وحذّر مما تتعرّض له الحركة الأدبية من هزات قد تؤثر في وتيرة الإنتاج الفكري الموجّه للطفل، لعوامل شتى، ومنهاالقراءة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تفقد، حسبه، الحسّ بقيمة الكتاب ونكهة ملامسة الورق ورائحته "فالكتاب في نظره يمثل مظهرًا ثقافيًا مهامًا". في نهاية الحديث، دعا المعتصم بالله واثق، الأطفال المبدعين للمثابرة على القراءة وإلى الصدق والوفاء والإخلاص للوطن، فالصدق والوفاء إلى الموهبة. كما جدّد تشكراته لكلّ من أسهموا في مساعدته في هذا المشوار منهم مسؤولي المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية حملة1 وما تقوم به من توفير أجواء المطالعة وتحدث عن أهمية الندوات التي تتناول أدب الطفل والأمسيات الشعرية والحريصين على تربية الذائقة، وصقل القدرات الإبداعية للطفل. للإشارة، يعد النابغة ميدني المعتصم بالله أصغر عضو في اتحاد الكتاب الجزائريين ومن المرتقب أن يمثل الجزائر في مهرجان أدب الناشئة بالبحرين. وهو صاحب فكرة مشروع "نهضة قرائية بولاية باتنة" أثمرت تأليفه كتاب "براعم الأوراس تكتب". كما شارك في تحدي القراءة العربي في طبعته السابعة، ناجح ومتوّج ولائيا، ينظُم الشعر ويكتب الخواطر. فائز بالبطولة الولائية وتأهل للبطولة الوطنية للحساب السوربون سنة 2023، وكان له شرف إلقاء رسالة السيد رئيس الجمهورية في المسابقة الوطنية لسنة2022. كما حضي بعدة تكريمات من قبل وزيرة الثقافة، وزراء التعليم العالي والتكوين المهني والتضامن، وسفيرا فلسطين والسعودية، فضلا عن تألقه في الخط العربي خط النسخ وتحصّل على المرتبة الأولى وفي خط الرقعة (المرتبة الثانية).