استضاف جناح "الشعب" بالصالون الدولي للكتاب في دورته 26، موهبة صاعدة في عالم الأدب، الكاتب الصغير "ميدني المعتصم بالله واثق"، طفل موهوب في مجال القراءة والكتابة، يمتلك ثراء في اللغة وسلاسة في الحوار.. أوضح خلال زيارته بأنه أبى إلا أن يطل من "أم الجرائد" على أبناء وطنه من الأطفال ليوجه لهم رسالة مفعمة بالإيجابية، يشجعهم فيها على تعلم فنون القراءة والكتابة.. يعتبر ميدني المعتصم بالله واثق ذو 14عاما (من مواليد 25 ماي 2009) والمنحدر من عاصمة الأوراس باتنة، أصغر كاتب وشاعر وخطاط مشارك في الصالون الدولي للكتاب، في رصيده ثلاثة مؤلفات شارك بها في فضاء الصالون الدولي للكتاب، الأول بعنوان "حكايات وعبر"، وهو باكورة أعماله، أما الثاني بعنوان "براعم الأوراس تقرأ.. براعم الأوراس تكتب"، أما الثالث فهو عبارة عن قصة بعنوان "صغير هرتي". وعن مشاركاته في مجال القراءة أشار إلى أنه شارك في مسابقة "تحدي القراءة العربي" أين توج ولائيا، حيث تعنى المسابقة برفع الوعي بمدى أهمية القراءة لدى طلبة الوطن العربي، لاسيما تنمية مهارات اللغة العربية وتحسينها لتمكين الطلاب من التعبير بلغتهم بفصاحة وطلاقة. يقول المعتصم بالله واثق "اتجهت إلى فئة الأطفال إيمانا بدور القصة في حياة الطفل في زرع المبادئ والقيم الأخلاقية، وأيضا لأنها محببة لقلوب الأطفال وقريبة من عقولهم الفتية ليخرجوا منها بقيم تربوية سلوكية، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على أصحابه قصص السابقين فيبتدأ بقوله: (كان فيمن قبلكم) ثم يقص عليهم القصة"، مؤكدا بأنه لولا القصة لما انتقلت إلينا العبر والمواعظ في المجتمعات بصفة عامة. وصرح ضيفنا بأن رسالته من خلال موهبته في الكتابة هي بالدرجة الأساس التوعية، ومن هذا المنبر الإعلامي العتيد جريدة "الشعب" الغراء لدي كلمة للأطفال "تذكروا أن الله منحكم العديد من الميزات، فكونوا أصحاب عزائم، حلقوا بأجنحتكم إلى النور، لتضيئوا رحب هذا الكون بإبداعاتكم، وكونوا كلوحة الفسيفساء تكملون بعضكم بعضا ولكل منكم دوره ومهمته في الحياة". كما قال المعتصم بالله واثق أن والدته كانت وراء تشجيعه لخوض غمار رحلته الشيقة والممتعة مع الكتب والقراءة، كما جاء على لسانه في هذا السياق "شجعتني والدتي بنادي هنية بصفتها أستاذة فلسفة، حيث أنها اكتشفت موهبتي وطورتها، أما والدي ميدني سليم فهو درعي وسندي الحامي، حيث كان يختار الكتب التي أقرأها اختيارا دقيقا وخاصا من خلال مشروعه في مجال الكتابة". وفي إطار حديثه عن أسلوب العمل من خلال مشروع "براعم الأوراس تكتب وتقرأ"، ذكر بأنه يقوم بتدريب أطفال في أبهى تجلياتهم الطفولية، وقال "قمت بإنشاء ورشات قرائية، حيث يتم فيها توفير الكتب بحسب الخصوصيات المعرفية والوجدانية، ليتم تقسيم هذه الكتب إلى فكرة عامة وأفكار أساسية واستخراج المغزى العام وربطها بالفهم والاستيعاب، ثم أنتقل بالبراعم إلى مرحلة كتابة القصة الصحيحة، حيث استصعبوا هذا الأمر في البداية، لذلك توجهت إلى طريقة أراها ناجحة وهي أن أختار عنوانا للقصة ثم أطرحه عليهم بعض الأسئلة وهم يجيبون، وتتوالى عملية طرح الأسئلة وعرض الإجابة، إلى أن يصلوا إلى نهاية وخاتمة رائعة، ثم أقسم عليهم أدوار القصة كواجب منزلي ثم نلتقي في المكتبة العمومية كالعادة في فضاء الطفل كل مساء ثلاثاء حيث يقرأ كل واحد ما كتب ثم أجمع القصة، ويأتي دوري أنا لإعادة صياغتها وترتيبها في المنزل لأقدمها في أبهى حلة للقارئ". المشروع أثمر - يقول المعتصم - وأنا أقطف ثماره معكم في قصتين الأولى بعنوان: "بالون العيد" والثانية فهي بلسان الحيوانات وتتحدث عن قضية اجتماعية سياسية وهي المكر والخداع.. وفي ختام لقائه معنا، توجه الموهبة ميدني المعتصم بالله واثق برسالة إلى أهلنا في فلسطين لخصت كل معاني المؤازرة والتضامن، قال فيها "فلسطين مصابنا جلل في هذه الأيام يضيق الصدر وتعجز النفس لأجلك يا فلسطين، كوني قوية بأهلك وبإيمانهم حتى يأتي اليوم الموعود، فنحن دائما معك ظالمة أو مظلومة واسلمي يا قدس في كل حين".