يستلهم المبدع ملكة هوايته من يوميات حياته، ثم يصوغ المعاش إلى إبداعات تعكس أفكاره وآماله وأحاسيسه المرهفة كالنسيم العليل تماما كما هو الحال بالنسبة لنور اليقين بوعون التي حققت التميز وعقدت العزم على مواصلة السير على درب الإبداع، واستطاعت أن تلفت الأنظار وهي لا تزال طفلة. المبدعة برعمة لا يتعدى عمرها ال11 ربيعا تؤكد في حديثها ل«المساء" أن بداخلها يسكن أدب الطفل تتنفس من خلاله الحياة والهناء. كما أكدت أن فضلا كبيرا يعود لوالديها اللذين دفعاها للنجاح والتميز واقتحام عالم الكتابة الجميل وبالتالي فهي مدانة لهما بهذه الجائزة الأولى للمهرجان المحلي "قراءة في احتفال". التلميذة نور اليقين لامعة في دراستها منذ أولى خطواتها نحو المدرسة، وتحصلت على المراتب الأولى طيلة مشوارها الابتدائي وصولا إلى السنة الأولى متوسط، وخارج جدران القسم فهي سيدة بيت ممتازة تحاكي والدتها وتستلهم منها أسرار أشغال الطبخ والتنظيف وما شابه. إصرارها على النجاح جعلها تفتك أعلى معدلفي الثلاثي الثاني 19.34 بإكمالية ماضي رابح بحي بوعريف بباتنة وكانت قد اجتازت امتحانات شهادة التعليم الإبتدائي السنة الماضية بامتياز وبمعدل 9.40. وحسبها، فإن الطفل المبدع الناجح يمتاز بشغفه للنهل من الكتب وقراءتها لكسب المعارف بنظرة خاصة تختلف أحيانا عن نظرة الكبار، وكثيرا ما يتأثر الطفل بما يقرأ فيحاول أن يقلد ويترجم ما اكتسبه بلغته الإبداعية الخاصة التي تعبر عن عالمه الصغير والجميل . من جهتها، روت السيدة والدة نور وهي أستاذة الأدب العربي أن هذه الصغيرة شغفت بالقراءة منذ نعومة أظافرها وتضم رفوف مكتبتها الصغيرة 50 كتابا أغلبها في الأدب، بعدما حفظت 18 حزبا من القرآن الكريم. قرأت المبدعة الصغيرة لفطاحلة الأدب الجزائري منهم البشير الإبراهيمي ورضا حوحو ومحمد ديب ومولود فرعون (مترجمة) وحتى لأحلام مستغانمي واستلهمت منها الكثير، كما قرأت لإبراهيم الفقهي "المفاتيح العشرة للنجاح" مدركة أهمية الكتاب في تربية النشء . قالت نور اليقين إنها تتطلع لأن ترى كتاباتها منشورة، علما أنها قامت بتأليف قصة مصورة "مملكة المرجان" سيقوم بتصميمها التشكيلي محمد كريم وتتناول فيها صراع بين مملكتين إحداهما تبحث عن المجد والتقدم. تميل نور لكل أنواع الفنون منها حبها للرسم، وتحاول أن توظفه في أعمالها كما ترتبط بالشعر الذي تصور به آلام المظلومين عبر العالم وكذا أحوال المرأة هذا المخلوق الذي تحبه والذي يشبهها لذلك تقدر معلمتها كريمة ملاخسو بمدرسة بوعريف 1 التي أنارت لها الدرب لتكتشف أنواعا من الفنون في حين أنها تذمرت من البعض وقالت "كنت ضحية تهميش وإقصاء بسبب إهمال تسببت فيه مفتشة التعليم حرمني من مسابقة ولائية انتظرتها بشغف لأتخطى بها إلى مشاركة دولية بالإمارات العربية قبل سنة". جددت الصغيرة تشكراتها لمسؤولي المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية حملة1 وما تقوم به من توفير أجواء المطالعة وتحدثت عن أهمية الندوات التي تتناول أدب الطفل، والأمسيات الشعرية بفضل المبدعات والشاعرات سلمي نعيمي، صورية براكة وفاطمة شيخي وغيرهن الحريصات بحسبها على تربية الذوق وتهذيبه ورعايته عند المواهب الصغيرة الصاعدة.