اجتازت النابغة نور اليقين بوعون صاحبة 11 ربيعا من مدينة سريانة بولاية باتنة، مسابقة "تحدي القراءة العربي"، وكُرّمت من قبل وزيرة التربية الوطنية في حفل أقيم بحضور سفيرة الإمارات العربية المتحدة والأمينة العامة لمشروع "تحدي القراءة العربي" السيدة نجلاء سيف الشامسي. وقد اختيرت ممثلة الأوراس من بين 10 أطفال تم انتقاؤهم على المستوى الوطني، ونجحوا في تمثيل الجزائر في هذه المسابقة العالمية بدبي. بذلك تكون نور اليقين جسّدت مقولة "المبدع يستلهم أحاسيسه من محيطه ويخلق لنفسه فضاءات يتقاطع فيها الإبداع لونا، شكلا ومضمونا مع طموحه". فبنت الحادية عشر من العمر قالت: "بداخلي يسكن أدب الطفل وأتنفس إبداعا". وأضافت في حديث خصت به "المساء" على هامش تتويجها في مسابقة تحدي القراءة العربي، "الملكات الإبداعية تولدت عن حس مفرط لوالديّ الكريمين، اللذين ربياني تربية سليمة ووجهاني أحسن وجهة؛ تحفيزا منهما لمواصلة المشوار". التلميذة نور اليقين مجتهدة في دراستها منذ الصغر، تحصلت على المراتب الأولى طيلة مشوارها الدراسي من الطور الابتدائي إلى غاية السنة الأولى متوسط. تتكفل مرات بأشغال المنزل ومساعدة والدتها. ثابرت واجتهدت وتحدت كل الصعاب، وتمكنت من نيل أعلى معدل في الثلاثي الثاني من السنة الدراسية الجارية 19.34 بإكمالية "ماضي رابح" بحي بوعريف بباتنة، وكانت اجتازت امتحانات شهادة التعليم الابتدائي السنة الماضية بامتياز بمعدل 9.40 من 10. وحسبها فإنّ الطفل المبدع الناجح يمتاز بشغفه للنهل من الكتب وقراءتها كلها لكسب المعارف بنظرة مختلفة خاصة به. كما استطردت تقول إن نظرة الإبداع تميزها عن الآخرين، وتترك بصمتها؛ مما تجذب القارئ بالتمعن في صورة الإبداع وتوصيل ما تريده له. فمنذ نعومة أظافرها كما تروي والدتها وهي أستاذة مادة الأدب العربي تحمل الكتاب بين يديها، وهو خير جليس لها، مشيرة إلى أن نور اليقين التي تضم رفوف مكتبتها الصغيرة 50 كتابا، شغوفة بالأدب العربي بعدما حفظت 18 حزبا من القرآن الكريم، كما أنّها شغوفة بالمطالعة ومتعلّقة بها، فقرأت للبشير الإبراهيمي، رضا حوحو، محمد ديب ومولود فرعون بالترجمة العربية. وأضافت أنها تستلهم من أعماله روح الوطنية. كما قرأت للدكتور إبراهيم الفقي "المفاتيح العشرة للنجاح"، مدركة أهمية الكتاب في تربية النشء الجديد، كما قرأت "الأسود يليق بك" لأحلام مستغانمي. وقالت نور اليقين ضيفة "المساء" إنّها تتطلع لأن ترى قصائدها منشورة. وقامت الطفلة بتأليف قصة مصورة بعنوان "مملكة المرجان"، سيقوم بإنجازها وتصميمها التشكيلي محمد كريم، تتناول فيها صراعا قديما قائما بين ملكتين إحداهما تطورت للأحسن والأخرى تدهورت، وحاولت فيما بعد دفع العلاقة وتحسينها للأفضل. وأوضحت أنها تحلم بكتابة الأشعار عن الشعوب المقهورة على وقع النغمة الشعرية المؤثرة، وعن المرأة ودورها في المجتمع. وفي ختام حديثها، جدّدت شكرها لكلّ من أسهموا في تتويجها، منهم مسؤولو المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية حملة1 وما تقوم به من توفير أجواء للمطالعة. كما تطرقت لأهمية الندوات التي تتناول أدب الطفل والأمسيات الشعرية بفضل المبدعات والشاعرات سلمي نعيمي، صورية براكة، فاطمة شيخي وغيرهن من الحريصات، حسبها، على صقل القدرات الإبداعية للطفل.