تختلف عادات العائلات الجزائرية خلال شهر رمضان، في تحضير المائدة؛ حيث تحاول كل ربة بيت أن تبدع في تحضير أطباق جديدة من تلك التي تُعرض عبر شاشات التلفزيون أو منصات التواصل الاجتماعي، لإسعاد أفراد الأسرة. غير أن المؤكد والذي يتم الاتفاق عليه من طرف كل العائلات عبر ربوع الوطن، هو استحضار الأطباق التقليدية التي لا تحلو المائدة الرمضانية إلا بوجودها؛ مثل طبق "شوربة الفريك" الذي رغم اختلاف تسمياته وطريقة تحضيره من ولاية إلى أخرى، إلا أنه يظل سيد المائدة الرمضانية بلا منازع. حاولت "المساء" تسليط الضوء على أهم الأطباق التي تحرص المرأة البليدية على تحضيرها في شهر رمضان والتي تنفرد بها عن باقي الولايات، فكانت إجابة النساء أنها تنصبّ في التركيز، على أهم طبق يشترط حضوره على المائدة الرمضانية منذ اليوم الأول من دخول الشهر الفضيل، والذي يتم من خلاله استقبال هذا الضيف، ممثلا في شوربة "المقطفة "، التي، حسبما جاء على لسان الحاجة "تماني. ف" ، تكون المرأة البليدية أعدّت لها عدتها في شهر شعبان، من خلال تحضير شوربة العجين التي تشبه إلى حد كبير "الفرميسال" . ويتم تحضيرها على الطريقة التقليدية؛ بقلب الصيار، وفتل العجين عليها لإخراج أشكال متقاربة. بعدها يتم تجفيفها تحسبا للشهر الفضيل. وحسبها، يتم تعطير شوربة المقطفة بالقصبر والنعناع الجبلي، الذي يزيد من النكهة القوية للشوربة. ومن جهتها، أكدت مواطنة أخرى أنها تحاول في شهر رمضان، العودة إلى الأطباق التقليدية التي تتميز بها ولاية البليدة من خلال تحضير شوربة "المقيطفة" التي تُعد ضرورية خاصة في الأيام الأولى، إلى جانب "شرمولة" الجزر بالدرسة، وطبق "سكران طايح في الدروج" ، و "اللحم الحلو" و "البوراك"، مشيرة إلى أن "اللحم الحلو" ضروري تفاؤلا بشهر حلو، ولافتة إلى أنها في كثير من الأحيان، تختار تحضير طبق "شباح السفرة" الذي يختلف عن اللحم الحلو؛ إذ يحضَّر من دون مرق، وباللوز فقط، وحبات البرقوق المجفف، ويؤكل مثل التحلية. وإذا كانت العائلات البليدية تتفق على تحضير شوربة المقيطفة في اليوم الأول من شهر رمضان، فإن بعض العائلات الأخرى تفضل شوربة "الفريك" ، وشوربة السمك التي تُعد، حسب السيدة "سعاد. ع" ، من الأطباق التي يتم، أيضا، تحضيرها في شهر رمضان لتنويع المائدة. وهي من عادات الأسر البليدية؛ حيث يتم تحضير في بعض الأحيان، شوربة المقيطفة، وشوربة الفريك الممزوج ب " المرمز"، مشيرة إلى أن من بين الأطباق التي يتم تحضيرها أيضا وتنفرد بها ولاية البليدة، طبق "السفيرية"، وطبق "'البرانية" التي تشبه إلى حد كبير، "السفيرية"، ولكنها تختلف عنها بكونها تحضَّر بالخبز اليابس والجبن واللحم. وأرفدت المتحدثة تقول: " بدون أن ننسى طبق المدربل المحضر من بالباذنجال أو البطاطا". أما في ما يتعلق بالحلويات التي تُعد في السهرات الرمضانية، فإن المرأة البليدية، حسب المتحدثة، "لاتزال تحرص على تحضيرها بنفسها؛ مثل خبزة القطايف، والصاصمة، والسيغار المعسل، والمحنشة والمحلبي ". وحسب المختص في التراث البليدي الأستاذ يوسف أوراغي، فإن المائدة الرمضانية البليدية لاتزال محافظة على بعض أطباقها التقليدية؛ مثل شوربة المقيطفة، والسفيرية، وشباح السفرة، التي تحاول النساء الكبيرات في السن، تحضيرها حتى لا تندثر، مشيرا إلى أن الكثير من الأطباق اختفت في السنوات الأخيرة؛ لأن ربات البيوت لا يعرفن كيفية تحضيرها، مؤكدا أن أغلب الأطباق التقليدية في البليدة، هي أطباق أندلسية أو تركية.