تعتمد بلدية عين الكرمة بولاية وهران على مؤهلاتها السياحية والطبيعية عبر شاطئي "الرأس الأبيض" و "مداغ" بغرض تحقيق نقلة تنموية مستقبلية حسب تعبير المنتخبين المحليين الذين أكدوا أن الاهتمام بهذه المواقع السياحية سيساهم في توفير مداخيل مالية جديدة للبلدية تستغلها في دفع وتيرة عدة مشاريع جوارية. وتعتبر بلدية عين الكرمة الواقعة شرق ولاية وهران ب 27 كيلومترا بمثابة مدرج مفتوح على شاطئ البحر، وما يؤهل المنطقة لاحتلال الريادة في المجال السياحي هي خلفية الشواطئ التي تعد امتدادا لغابات كثيفة وعذراء، وهو ما يجعل الزائر محتارا بين اختيار زرقة المياه للانتعاش أو نسيم الجبل والغابة للاستجمام، وهناك من يفضل الجمع بين الاثنين من خلال التخييم قرب البحر ووسط الغابة، وحسب رئيس المجلس الشعبي البلدي، يتم حاليا دراسة عدة مشاريع جديدة لدفع التنمية السياحية بالمنطقة، منها إنجاز مأوى جديد للصيادين بمدينة "رأس الأبيض" ويرتقب أن تنطلق الأشغال مع مطلع سنة 2010 بعد الانتهاء من الدراسة، وهو المشروع الذي يسهر على إعداده "مخبر الدراسات البحرية" الذي قام بتدريب عدد من الشباب الصيادين بمدرسة الصيد بوهران، وهو المشروع الذي سيحدث انسجاما اقتصاديا واجتماعيا في انتظار تحقيق ديناميكية حقيقية للاستثمار بهذه البلدية التي ينشط عدد كبير من شبابها في مجال الصيد البحري، لكن خارج شواطئ البلدية بسبب غياب المرافق الضرورية، ويقول المسؤول إنه بفضل الشاطئين تملك البلدية فرص الانتعاش في المجال الاقتصادي في حالة تم استغلال كل القدرات الطبيعية، وفي ذات الصدد يتم إعداد مجموعة من الدراسات من أجل إعادة الاعتبار للأقطاب السياحية وبحث فرص فتح مناصب شغل جديدة لشباب البلدية. وتحصي البلدية اليوم أكثر من مئة صياد ينتظرون اليوم بفارغ الصبر الاهتمام بأوضاعهم وتسهيل الظروف المهنية لمزاولة نشاطهم قرب مساكنهم عوض التنقل إلى شواطئ عين تيموشنت، من جهة أخرى يشهد مشروع إنشاء مزرعة لتربية سمك "القاجوج" أو ما يصطلح على تسميته "لا دوراد" صعوبات مالية في الإنجاز، مما أدى إلى توقف الأشغال في منتصف الطريق، علما أنه من شأنه فتح العديد من مناصب الشغل لسكان البلدية التي تعتبر من أفقر بلديات الولاية بسبب قلة المداخيل رغم مؤهلاتها الطبيعية. وبغرض إعطاء دفع جديد لعجلة التنمية يتم التفكير في استغلال المقومات السياحية، حيث يرى المنتخبون المحليون أنه بفضل تنمية سياحية بيئية محكمة يمكن الاستجابة لمتطلبات البلدية، لذات الغرض تم إطلاق مجموعة من المشاريع الجوارية لتسهيل تنقل المصطافين إلى شواطئ البلدية، منها تهيئة حظيرة للسيارات، إلى جانب إنجاز ساحة للترفيه واللعب قرب الشواطئ للسماح للمصطافين بقضاء أوقات الراحة والمتعة أينما كانوا، من جهة أخرى يتم إنجاز مسالك خاصة إلى شاطئ رأس الأبيض، بالإضافة إلى تهيئة مساحة لركن السيارات تصل سعة استيعابها إلى 100 سيارة، مع تجهيز الشاطئ بقنوات صرف المياه والمرشات مع تهيئة الطريق المؤدية للشاطئ على مسافة 1,5 كيلومتر. ويستدعي تنمية بلدية عين الكرمة على حد تعبير المسؤولين المحليين فك العزلة عن عدة قرى نائية على غرار "عين تاسة" و"بقوق" و"سيدي بختي"، وذلك من خلال تعبيد الطرقات والربط بين القرى، بالإضافة إلى تهيئة الطريق الولائي رقم 20 الرابط بين بلدية بوتليليس وعين الكرمة بعد الوضعية التي آل إليها بسبب كثرة تنقل الشاحنات الكبيرة بالمنطقة لنقل الصخور من محجرة العنصر، بالمقابل تبقى الطرقات الأخرى بحاجة إلى توسيع، في حين يطمح سكان البلدية إلى التفاتة من الوصاية لتدعم إطلاق عدة مشاريع في مجالات الفلاحة والسياحية لاستغلال طاقات البلدية أحسن استغلال.