أكدت عديد الدول الأوروبية مضيها نحو الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، على وقع تضامن متنام وغير مسبوق للشارع الأوروبي مع عدالة القضية، في تطوّر قد يفتح الباب أمام المزيد من الدول للاعتراف بدولة فلسطين وبحق شعبها الشرعي في تقرير مصيره. أعلن رئيس الوزراء الايرلندي، سيمون هاريس، أمس، اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية هذا الشهر، مجددا التأكيد على أن دبلن تتحرك مع الدول التي تريد الاعتراف بدولة فلسطين. وقال بأن موقف بلاده من قضايا الشرق الأوسط وغزة والكيان الصهيوني "واضح"، داعيا إلى ضرورة أن يتوقف العدوان الصهيوني فورا وأن "تصل المساعدات الإنسانية دون عائق بسبب الكارثة الإنسانية التي تحدث في قطاع غزة". من جانبها، جدّدت سلوفينيا على لسان رئيس وزرائها، روبرت غولوب، نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية منتصف جوان المقبل، مشيرة إلى أن انقسام مواقف أوروبا حول القضية الفلسطينية "لا يساعد في جلب السلام". وخلال مقابلة صحفية، أكد المسؤول السلوفيني أن الاعتراف في حد ذاته "كان يفترض أن يأتي بعد تحقيق حل الدولتين ولكن في ظل ما نعاينه الآن... لا يمكن أن نظل في موقف المتفرج". وأوضح غولوب أن الوضع في غزة "مأساوي وتعجز الكلمات عن وصفه"، مشدّدا على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو "الحل الوحيد الممكن لتحقيق السلام والأمن في المنطقة". وكانت الحكومة الاسبانية، أعلنت أنها ستكشف هذا الاربعاء عن تاريخ اعترافها بدولة فلسطين، لافتة إلى أن ذلك لن يتم في نفس اليوم وأنه يجري التنسيق مع الدول الأخرى من أجل أن يكون الإعلان مشتركا والاعتراف مشتركا.يأتي هذا تزامنا مع موجة الاحتجاجات والدعم الأوروبي غير المسبوق للقضية الفلسطينية على الرغم من محاولات بعض الأطراف قمع المتظاهرين ولجمهم عن التعبير عن سخطهم تجاه سياسة الكيان الصهيوني وأسلوبه الهمجي في ابادة الشعب الفلسطيني وتنديدهم بصمت بلدانهم ومعهم المجتمع الدولي أمام المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في حق الفلسطينيين بقطاع غزة، حيث انتفض الشارع الأوروبي لهول المجازر والفظائع التي تنقل بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخرج عشرات الآلاف من المناصرين للقضية الفلسطينية في عديد المدن الأوروبية للمطالبة بوقف العدوان الوحشي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي. ففي بلجيكا تجمّع، أول أمس، الآلاف في العاصمة بروكسل التي تحتضن مؤسسات الاتحاد الأوروبي في مظاهرة عارمة للمطالبة بالضغط الاقتصادي والدبلوماسي وفرض عقوبات على الاحتلال الصهيوني من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة. وسار المتظاهرون وفي صفوفهم سياسيون بلجيكيون وممثلون عن مختلف القطاعات، إضافة إلى طلاب كانوا يحتجون في أنحاء أوروبا، في الشوارع الرئيسية بالمدينة، مطالبين بالتحرك، رافعين شعارات مناصرة لفلسطين ومعادية للاحتلال. كما رفعوا الأعلام الفلسطينية واتشح العديد منهم بالكوفية الفلسطينية. كما شهدت عديد الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا والدنمارك وفرنسا، مظاهرات حاشدة دعما للشعب الفلسطيني ومطالبة بوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة. والتحقت جامعات أوروبية كبرى بمثيلاتها الأمريكية في إظهار مدى تضامنها مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث شهدت كل من جامعة أمستردام في هولندا وجامعة كوبنهاغن في الدنمارك وجامعة فيينا في النمسا وجامعة لوزان في سويسرا وجامعة جنت في بلجيكا وجامعة بولونيا في إيطاليا، سلسلة اعتصامات مفتوحة من قبل الطلبة الجامعيين، تعبيرا عن رفضهم للعدوان ضد المدنيين في غزة، مطالبين برفع الحصار وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية التي أمرت باتخاذ تدابير احترازية لمنع وقوع إبادة جماعية في غزة ووقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات.