تتوسع دائرة التضامن والدعم الدولي مع عدالة القضية الفلسطينية وحقّ شعبها في إقامة دولته المستلقة على أكثر من صعيد سواء على مستوى الشارع الغربي، الذي يتحرك أسبوعيا، في أكثر من عاصمة ومدينة نصرة لفلسطين أو نخبته التي تواصل حراكها في أرقى وأشهر الجامعات وحتى على مستوى الرسمي من مسؤولين سياسيين وبرلمانيين وشخصيات مرموقة، رفعت صوتها عاليا ضد النازية الصهيونية التي انفضح وجهها الدموي في غزة. فمع استمرار المحرقة الصهيونية في قطاع غزة، تنامت الحركات الاحتجاجية في الدول الغربية التي تدعم حكوماتها إسرائيل بشكل متسارع في الفترة الأخيرة، على غرار الولاياتالمتحدة التي أصبحت تشهد بانتظام مظاهرات مؤيدة لفلسطين ورافضة لهذا العدوان مطالبة بوقفه. وهو المشهد الذي عاشته أمس، مدينة نيويوركالأمريكية على إثر تظاهر آلاف المتضامنين مع الفلسطينيين على جسر مانهاتن احتجاجا على عدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة وعمليات "الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين، وطالب المحتجون بوقف دائم لإطلاق النار في غزة وحظر جميع المساعدات العسكرية الأمريكية الموجهة للكيان الصهيوني ووقف أي تعاون معه. كما شهدت مدينتا سياتل بولاية واشنطن وسانت لويس بولاية ميزوري، إضافة إلى مدينة بروكلين بولاية نيويورك مظاهرات حاشدة مطالبة بوقف عمليات الإبادة الجماعية" بشكل فوري في قطاع غزة وتشديد على ضرورة إدخال المساعدات إلى مدن القطاع كافة. ومن أمريكا إلى اسبانيا، دعا آلاف المتظاهرين في العاصمة مدريد إلى إنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، منددين بالإبادة الجماعية للأبرياء من الفلسطينيين، واجتمع المتظاهرون أول أمس، في مركز مدينة مدريد استجابة لدعوة منظمات أهلية وحملوا الأعلام الفلسطينية في أيديهم، مندّدين بالكيان الصهيوني ومتهمين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بالتعاون مع المحتل في عدوانه على قطاع غزة. ودعوا الحكومة الإسبانية والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة وفعالة ضد الاحتلال الغاشم ووقف تجارة الأسلحة و تزويده بها ومقاطعة الشركات الصهيونية المشاركة في المجزرة. وفي السويد خرج آلاف المحتجين في مدينة مالمو للمطالبة بمقاطعة المشاركة الصهيونية في مهرجان "أوروفيجن" الغنائي وردّد المتظاهرون شعارات تضامنية مع سكان غزة ومنددة بالمعايير المزدوجة الأوروبية. وطالب متظاهرون في فرنسا بوقف حرب الإبادة الصهيونية المستمرة في القطاع ورفعوا خلال مسيرة جابت عددا من شوارع باريس، شعارات تنادي بالوقف الفوري لإطلاق النار وبفك الحصار عن غزة وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية. وشهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة داعمة للقضية الفلسطينية دعت إليها اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة، وشاركت فيها أطياف مختلفة من الناشطين والمتضامنين الألمان مع فلسطين، وطالب المتظاهرون الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة إلى الاحتلال وتعليق الشحنات الموافق عليها مسبقا. وأخذ التضامن الدولي مع فلسطين بعدا نخبويا بالتحاق طلبة وأساتذة وجامعيين وأكاديميين بركب المنددين بالإبادة الصهيونية في قطاع غزة والمطالبين بضرورة لجم المحتل الصهيوني ووقف إطلاق النار الفوري في القطاع المنكوب. وفي هذا السياق سلم أمس، خريجو كلية "بيتزر" الأمريكية العلم الفلسطيني لعميد الكلية خلال حفل تخرجهم دعما لغزة وتنديدا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وذلك في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات الطلابية المنددة بهذا العدوان في العديد من الجامعات الامريكية والأوروبية. وقال أعضاء هيئة التدريس بجامعة "برينستون" في بيان لهم "إن تضامننا الذي دام يوما كاملا يعتبر جهدا ضئيلا مقارنة بجهود طلابنا (18 طالبا) الملتزمون بهذا الإضراب منذ 3 ماي لإظهار تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية الذي يتعرض للمجاعة القسرية والإبادة الجماعية من قبل الكيان الصهيوني". وداخل جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، نظم الطلاب مظاهرة ومسيرة رفعوا فيها شعارات تطالب بوقف العدوان الصهيوني على غزة وقطع العلاقات بين جامعتهم والكيان الصهيوني الذي يمارس حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين. وأوقفت الشرطة الأمريكية أكثر من 2400 طالب في أكثر من 50 جامعة، كما أوقفت 50 أستاذا خلال احتجاجات الجامعات الأمريكية التي انطلقت منذ 18 أفريل الماضي. وتصاعدت الحركة الاحتجاجية الطلابية في بريطانيا، حيث عبر الطلاب المعتصمون في جامعة "أكسفورد" عن إصرارهم على الاستمرار في الاعتصام بالحرم الجامعي حتى الاستجابة لمطالبهم ووقف استثمارات الجامعة في الشركات التي تدعم الكيان الصهيوني. ولقي مخيم الاعتصام في أكسفورد دعما واسعا من مئات الطلاب والأساتذة ومن جمعيات حقوقية عدة. وفي هذا السياق، شدّد عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، بيرني ساندرز، على ضرورة وقف ما وصفه ب "التواطؤ" الأمريكي في الكارثة الإنسانية التي تعصف بالفلسطينيين في قطاع غزة وتزويد الكيان الصهيوني بالمعدات العسكرية والأسلحة. الرئيس الكولومبي يطالب الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو طالب الرئيس الكولومبي، غوستافو بترو، المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس وزراء الكيان الصهيوني على خلفية العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع أكتوبر الماضي وجرائم "الإبادة الجماعية" التي ارتكبت هناك في حق المدنيين الفلسطينيين، وشدّد في منشور له عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" على أن المسؤول الصهيوني "لن يوقف الإبادة الجماعية بما يستدعي إصدار مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية".