تم أول أمس بالقرية الإفريقية بسيدي فرج إسدال الستار على المخيم الصيفي للأطفال الصحراويين الذين قدموا من مخيمات اللاجئين إلى الجزائر في بداية جويلية الفارط لقضاء عطلتهم الصيفية. وقد احتضنت الجزائر بمختلف ولاياتها الساحلية ما يزيد عن 2000 طفل صحراوي في إطار مخيم صيفي ينظم للسنة الرابعة على التوالي. وأوضح رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري لوكالة الأنباء الجزائرية أن تنظيم الجزائر لمثل هذه المخيمات "يأتي من منطلق تمسكها بميثاق الأممالمتحدة وإيمانا منها بحق الطفل في العيش بكرامة". وأشار إلى أن احتضان الجزائر لمثل هذه الفعاليات الصيفية "هوتأكيد على حسن الجوار والعمل الإنساني". وأكد أن هذه المخيمات "تبشر بفضاء مغاربي واسع وموحد مستقبلا يتسم بروح الأخوة عند الأطفال". وقد ميز حفل الإختتام تنظيم عروض مسرحية تتناول قضية الشعب الصحراوي وكفاحه من أجل الحرية والاستقلال كما تم إلقاء أناشيد وطنية من قبل أطفال صحراويين وتقديم عروض بهلوانية وأعمال سحرية. وتجاوب الأطفال الصحراويون مع العروض المقدمة منذ بدايتها وهم يرفرفون بالعلم الجزائري والعلم الصحراوي ويرددون هتافات وشعارات تبرز شرعية القضية الصحراوية وتشيد بموقف الجزائر المساند لها. الطفل يحظيه حمدي البشير أحد هؤلاء الأطفال الذين احتضنهم مخيم القرية الإفريقية بسيدي فرج لأسابيع، عبر عن فرحته العارمة لتواجده على أرض الجزائر للمرة الأولى. حمدي ذوال14 سنة ورغم صغر سنه إلا أنه يعي جيدا قضية شعبه التي تحدث عنها بثبات معبرا عن آماله الفتية باسم جميع أطفال الصحراء الغربية. حلمه أن يصبح طبيبا في المستقبل جعله يذرف بعض الدموع التي أكد لنا بشأنها أنه يتمسك بهذا الخيار أوالحلم "كلما ارتسمت في ذاكرته صور التعذيب والقمع التي يتعرض لها أبناء شعبه". وعبر حمدي عن شكره الجزيل للجزائر شعبا وحكومة لتنظيم هذا المخيم الصيفي آملا أن تتمكن الصحراء الغربية مستقبلا وبعد تحقيق استقلالها من استضافة أطفال الجزائر. واختتم حفل إسدال الستار على المخيم الصيفي للأطفال الصحراويين بتصافح ومعانقة كل طفل صحراوي لطفل جزائري تعبيرا عن أواصر الأخوة التي تجمع الشعبين.