يسدل الستار اليوم على معرض صور "بريق إفريقيا" بالمتحف الوطني للفن المعاصر والفن الحديث، الذي عرف مشاركة فنانين مصورين من الجزائر وباقي بقاع القارة السمراء. أبدع المصورون الإفريقيون في نقل أحداث وتاريخ وذكريات وخصوصيات القارة السمراء إلى المحبين لفن التصوير، فتناولوا الواقع المعيشي لسكان القارة والبداية من النيجيري اوكيريكي الذي نقل بصدق كيف يعيش الشعب النيجيري من خلال تسع صور بالأبيض والأسود، كصورة رجل يقوم بأداء مهمة "طاكسيفون" وكأنه حقا مركز هاتفي متنقل، وصورة أخرى لحائط مكتوب فيه "قف السيدا"، وصورة ثالثة لرجل يقرأ كتابا عنوانه "أب غني وأب فقير"، بينما قام الفنان المصور المصري معتز، بتصوير وجه القاهرة الشعبي، فصور أحياء القاهرة وأناسها وحوانيتها، كما قام أيضا بعرض فيديو عن مدينته القاهرة دائما عن طريق ثماني شاشات تنقل حركية المدينة. من جهته، صور الجزائري الهادي حمديكان في سلسلة تتكون من ستة عشر لوحة "دوار 14"، ابرز فيها بالأبيض والأسود وضعيات ولقطات من حياة العامة وأخرى مما شد انتباهه، بينما صور زميله من نفس البلد، كريم كال، الجزائر العاصمة تحت عنوان"المحروسة". أما الفنانة المصورة الجزائرية زهرة بن سمرة، فقد صورت المرأة في مختلف حالاتها وتناقضاتها من المرأة التي امتهنت الشرطة إلى التي تتعرض للضرب من طرف زوجها ومن المرأة التي تسبح بالبيكيني إلى التي تعوم بالحجاب. غير بعيد عن الجزائر وبالضبط في تونس، صورت درة وبكل جرأة نوعا من النساء المتحررات واللواتي لا يبالين بنظرة المجتمع إليهن، ربما لأنهن في غرفهن حيث يمكن لهن أن يكن كما يردن، وهاهي صورة امرأة مستلقية وفي يدها سيجارة وتنظر إلى عدسة المصور بعينين تملأهما الإثارة، صورة أخرى دائما بالألوان عن امرأة أخرى تقف في غرفتها تغمرها صور المغنية الأمريكية مادونا وصورة ثالثة لمراهقة جالسة في غرفتها قبالة المرآة وترتدي لباسا مغريا. ننتقل إلى الكوت ديفوار مع الفنان المصور جانقو الذي صور في عشر لوحات بالأبيض والأسود، الحياة اليومية لسكان أحياء في البلد ومناظر البؤس والأسى تعمها. أما الفنان المصور بيرو من مدغشقر، فقد شارك في المعرض بست صور ملونة وثماني صور بالأبيض والأسود، فصور فتاة نجت من مجزرة رواندا وتقابل عدسة المصور بنظرة ثاقبة تمزج بين الألم والحدة، صورة أخرى لامرأة تغسل ثيابها وجسدها في آن واحد أمام مرأى الجميع وصورة ثالثة صورت كمثيلاتها بعدسة مقربة عن الأم العاملة ليس في المصانع وإنما مع زوجها جنبا إلى جنب في الحقل، تليها صورة أخرى عن رضيع الأم العاملة وهو نائم على الأرض بكل بساطة. الفنان المصور صاموئيل من إفريقيا الوسطى، صور من خلال ثماني صور، حالات مختلفة عن نفس الشخصية، فحينا يرسمها وهي ترتدي لباس البحارة وحينا آخر تظهر في شكل رجل أعمال وثالثة في مظهر قرصان البحر. أما الفنان المصور الكامروني نجاقوا، فقد صور فناني الجاز في تسعة عشر لوحة، كصورة مريم ماكيبا وجيلي موسى. في حين صور الفنان المصور البوركينابي الحروب وما تجلبه من خراب، فكانت صورا موجعة، خاصة تلك التي تتعلق بالأطفال. لقد تناول المصورون الأفارقة العديد من الأوجه المختلفة للقارة الإفريقية، فكانت صورهم إما التي جاءت بالأبيض والأسود أو التي جاءت بالألوان بسيطة في غالبيتها بساطة الحياة اليومية للإفريقيين، لتكون الصورة اصدق تعبيرا عن الواقع المعيشي لسكان القارة ومرآة لتناقضاتهم التي تعطي أكثر من صورة عنهم.