يحتضن المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر ابتداء من أمس إلى غاية 03 سبتمبر معرضي "مصلي الإفريقي" والخاص بالفنان الجزائري شكري مصلي وآخر للصور الفوتوغرافية بعنوان "بريق إفريقيا" يضم مجموعة من الصور من تصوير فنانين أفارقة تعكس الحياة اليومية للإنسان الإفريقي خاصة المرأة. في إطار المهرجان الثقافي الثاني وبحضور العديد من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي وجمع غفير من الإعلاميين الجزائريين والأجانب افتتحت وزيرة الثقافة خليدة تومي صباح أمس بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر و بمساهمة الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي معرضين للفن التشكيلي الأول بعنوان "مصلي الإفريقي" وشمل أبرز لوحات الفنان الجزائري شكري مصلي حول إفريقيا والجزائر والثاني للصور الفوتوغرافية وشمل عدد كبير من اللوحات الحية لمجموعة كبيرة من الفنانين الأفارقة من نيجيريا السينغال، تونس، الكوت ديفوار، مدغشقر وغيرها. بحضور الفنان المخضرم شكري مصلي الذي سبق له أن شارك في المهرجان الثقافي الإفريقي الأول 1969، حيث عبر عن الاختلاف الكبير بين الحدثين من حيث أن الأول كان تلقائي وكان يعبق بنسيم الحرية والروح الثورية، فإن المهرجان الحالي فيه التنظيم وهو يشبه المهرجانات العالمية على حد تعبيره، أما عن تكريمه فقال أنه جاء متأخرا بعد أن أنهكت كل قواه وكاد أن ينسى هناك في فرنسا رغم مشاركته في العديد من التظاهرات بالجزائر. قسّم معرض "مصلي الإفريقي" إلى أربعة أجنحة حيث يعبر كل جناح عن فترة من الفترات التي مرت بها القارة أو توجه فني للفنان فنجد "إفريقيا في صراع" تتحدث عن الفترة الاستعمارية مثل صورة "مظاهرات في المغرب" أنجزت سنة 1962، وأخرى "ساقية سيدي يوسف" سنة 1959 والجناح الثاني حول موضوع "الهوية"، والآخر بعنوان "إفريقيا المسترجعة" مثل لوحة "الجزائر ملتهبة" والجناح الآخر حول مجموعة "آوشيم" التي انتمى إليها مصلي شكري وكان أحد مؤسسيها. المعرض الثاني حمل موضوع "بريق إفريقيا" وشمل مجموعة من الصور الحية التي تنقل "الحياة اليومية" للأفارقة بمرّها وحلوها، من شمال إفريقيا إلى جنوبها وتستعرض التفاصيل الصغيرة سواء للمعاناة والألم أو للفرح الانعتاق. معرض "بريق إفريقيا" ليس مجرد صور تصنعها آلات تصوير مجموعة من الأفارقة، بل هي عمل فني راق، يسرق من الواقع لحظات قد تمر في ثوان ويجمدها، تلك التي تكتب حيثيات حدث ما، شعور ما، وقفة تأمل ما، لكنها تمر بسرعة أكبر من سرعة الوميض أو فلاشات آلات التصوير، كتلك الصورة التي أخذها الفنان السينغالي سايدي باب تحت عنوان "غسيل وحمام منتصف النهار" والتي ترصد عمل النسوة وغسلهن للثياب في منتصف النهار الحار، كما يقدم في صورة معبّرة أخرى بعنوان "يوم الأم المعيلة" تلك المرأة الإفريقية الكادحة والتي تجمع قوت أسرتها بتفان وصبر وقناعة تحت أشعة الشمس الحارقة. جمال الصور لا تعكسه فقط الألوان أو زوايا الاختيار أو المواضيع بل أيضا رؤية الفنان الإنسانية لأخيه الإنسان والذي قد ينقل شعوره عبر صورة مجهولة لامرأة مجهولة تقف فوق جسر تنتظر وكانت هذه لوحة رائعة للفنان اوكيريكي أميكا من نيجيريا تحت عنوان "امرأة في انتظار".