تشهد العاصمة منذ بداية الشهر الفضيل حركية غير معهودة على مستوى المقرات والمحلات، التي فتحت أبوابها لاستقبال الأشخاص المعوزين وعابري السبيل، في إطار مطاعم الرحمة التي جرت العادة على تقديم خدماتها والتخفيف عن هؤلاء في هذا الشهر الكريم، في أجمل صور التضامن التي تعمد السلطات على تجسيدها ومنها ولاية الجزائر، التي خصصت لهذا الغرض 343 مليون دينار... تأتي الجزائر العاصمة في مقدمة المدن التي تفتح مطاعم لفائدة المعوزين وعابري السبيل، لما تشهده من كثافة سكانية وإقبال الوافدين عليها من مختلف مناطق الوطن، خاصة العاملين البعيدين عن أهاليهم، الذين يلجؤون إلى هذه المطاعم لتناول وجبات غذائية كاملة خاضعة لمعايير صحية ومراقبة طبية دائمة، يشرف عليها عدد من الشباب الذين فضلوا الاتجاه الى هذا العمل الخيري الذي يتميز به شهر رمضان. وقد جرت العادة في السنوات الفارطة على تخصيص مبالغ مالية هامة لهذا الغرض، بالإضافة إلى تنظيم مئات المواقع لاستضافة موائد الرحمة التي تستضيف آلاف الأشخاص يوميا، حيث تم فتح 136محل، أغلبها تابعة للقطاع الخاص الذي يسخر أيضا إعانات هامة للفقراء كل سنة، كما أن هذا الرقم مرشح للارتفاع حيث أن الكثير يرغبون في تحويل محلاتهم للعمل الخيري وعدم تفويت فرصة الاستفادة من بركات هذا الشهر الذي لا تخلو أي بلدية من البلديات57 الموزعة عبر 13دائرة من مطاعم الرحمة. ولا يقتصر العمل التضامني في رمضان على مطاعم الرحمة، إنما يشهد توزيع إعانات في إطار قفة رمضان قدرت بأكثر من 70 ألف إعانة، باشرت بعض البلديات توزيعها على المستفيدين الذين تسهر اللجنة الولائية التي يرأسها الوالي على تحديدهم وتوفير أحسن الظروف لتوزيعها، فمنها ما تستلم في شكل قفة تتكون من مختلف المواد كالزيت، الدقيق، المصبرات ومختلف اللوازم التي تحضر بفضلها وجبات رمضان، ومنها ما توزع في شكل إعانة مالية. ومن البلديات التي شرعت في توزيع هذه الإعانات بلدية الجزائر الوسطى ذات الكثافة السكانية العالية، والتي ستستفيد من 1270 اعانة، وكذا بلدية وادي السمار التي ستستفيد هي الأخرى من 950 اعانة، فضلا عن باقي البلديات التي لا تخلو من المعوزين، الذين تجتهد السلطات المعنية في إحصائهم لتجنب استفادة غير المسجلين، خاصة انه تم إلغاء استلام الإعانة بالوكالة، كما تم اتخاذ إجراءات صارمة للقضاء نهائيا على التلاعبات التي كانت تحدث، لا سيما وأن بعض العائلات كانت تستفيد من قفة رمضان رغم أنها ليست بحاجة إليها، إلا أن عدم منح قفة رمضان قبل الشروع في الصيام يسبب كل سنة ازدحاما كبيرا أمام البلديات التي يتسابق نحوها المحتاجون منذ الساعات الأولى للنهار للظفر بالأماكن الأولى وعدم الوقوع في الطوابير، خاصة أن رمضان هذا العام تزامن مع ارتفاع درجات الحرارة. وحسب بعض المستفدين من القفة في بلدية الجزائر الوسطى، فإن سبب التسابق والضغط هذا الموسم، قرار وزارة التضامن الوطني منح ما قيمته 25 كيلوغراما من الدقيق عوض 10 أو 5 كيلوغرامات حسب إمكانية كل بلدية، فضلا عن الوجبات الساخنة التي تتفاوت من بلدية إلى أخرى، حيث خصصت بلدية العاشور مثلا 250 وجبة يوميا لعابري السبيل، فضلا عن 5 آلاف دينار، ستوزع خلال هذا الأسبوع على كل عائلة. من جهتها، خصصت بلدية براقي 2800 قفة لفائدة العائلات المحتاجة، خاصة تلك التي تضم المعاقين والمسنين للحد من معاناتهم، كما لم تفوت بلدية بئر خادم فرصة تقديم المساعدة لمعوزيها، من خلال تقديم 5 آلاف دينار لكل عائلة محتاجة البالغ عددها ألف عائلة.