بات من المؤكد أن القبضة بين إيران والدول الغربية تسير بخطى متسارعة باتجاه تصعيد قادم ولكن بمؤشرات اكبر تشددا نحو فرض مزيد من العقوبات قد تدخل إيران في عزلة دولية أكثر صرامة.وتباعدت مواقف الجانبين أمس أكثر عندما أصر مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامينائي على الحق الثابت لبلاده في امتلاك التكنولوجيا النووية في وقت تصر فيه الولاياتالمتحدة التي تقود جبهة الرفض الغربية ضد إيران ان هذه الأخيرة لم تقدم أي جديد باتجاه تسوية ملفها النووي. وفي سياق اشتداد الاتهامات والجدل السياسي الحاد بين الجانبين قال خامينائي أن موقف بلاده يجب أن يبقى حازما من اجل الدفاع عن حقوقه النووية وبقناعة ان التخلي عن هذه الحقوق يعني انهيار النظام الإيراني. ويؤكد إصرار مرشد الجمهورية الإيرانية على وجود تمساك داخل السلطة الإيرانية التي تؤكد ضمن مبررات الدفاع عن برنامجها النووي انه برنامج سلمي ويتم في إطار الاتفاقيات الدولية وتحت أعين مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمر تشكك فيه الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخرى التي تعتبر ان البرنامج يحمل أغراضا عسكرية. ولم تكن تصريحات السفير الأمريكي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي بأن إيران توشك على توفير كميات اليورانيوم المشبع الكافية لتصنيع القنبلة الذرية إلا إشارة واضحة بأن الولاياتالمتحدة إذا كانت قد تعاطت مع هذا الملف الشائك بلغة دبلوماسية إلى حد الآن فإنها ستغير لهجتها لاحقا باتجاه التصعيد ولما لا التحول إلى الخيار العسكري الذي تبحث عنه إسرائيل الرابح الأكبر من أي عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وربما ذلك ما يفسر رفض الدول الغربية لحزمة المقترحات الإيرانية التي سلمتها إلى سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا بهدف استئناف المفاوضات لتسوية هذا الملف وقالت انها غير كافية. وأكدت الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخرى بعد اطلاعها على المقترحات الإيرانية انها غير كافية وان طهران لم ترد على كل الأسئلة التي طرحت عليها بما يعني ان لغة التعاطي مع الملف ستكون مغايرة وقد تحمل الجديد خلال الأيام القادمة. وينتظر أن يكون الاجتماع المرتقب لمجموعة "الخمسة زائد واحد" في نيويورك على هامش أشغال الجمعية العامة الأممية المنعرج الحاسم في كيفية التعاطي مع هذا الملف وخاصة وان العديد من الأصوات تعالت من اجل تغليب لغة التشدد في التعامل مع إيران والانتقال إلى سلسلة عقوبات اقتصادية أكثر صرامة لإرغامها على وقف برنامجها النووي. واعتبرت العواصمالغربية ان المقترحات الإيرانية بقيت عامة ولم تتطرق إلى موقف واضح من مسألة وقف تخصيب اليورانيوم الذي تصر الدول الغربية على تحقيقه كخطوة للتأكد من حسن النوايا الإيرانية. وهو الحكم الذي جعلها تبدي كثيرا من التشاؤم حول مستقبل العلاقات مع إيران والمفاوضات التي تعتزم البدء فيها معها من اجل بحث خبايا ملفها النووي واعتبروا ان الخطوة الإيرانية إنما الهدف منها ربح المزيد من الوقت.