دار الخليج أكدت إيران، أمس، أنه ما زال بالإمكان تسوية ملفها النووي عن طريق الدبلوماسية، ونفت سعيها إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (إن بي تي)، واعتبرت أن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أدان طهران استند إلى "شريعة الغاب"، في وقت أعربت دول غربية كبرى عن قلقها من قرار إيران بإنشاء عشر منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم ورفع تركيزه إلى 20 بالمائة، وهددت بريطانيا بعقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية. وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني إنه لا تزال هناك فرصة دبلوماسية لتسوية أزمة الملف النووي، ونصح القوى الدولية الكبرى التي تفاوض إيران بانتهاز هذه الفرصة لأنها في مصلحتهم، وشدد على أن على الغربيين القبول بالبرنامج النووي الإيراني وإلا فإن إيران ستكون مضطرة لحماية قدراتها النووية. ووصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قرار الوكالة الدولية الذي يدين إيران بأنه "ليس منطقياً، وظالماً، واستند إلى شريعة الغاب، ويخالف أسس مجلس الأمن والوكالة الدولية، ويرسي التمييز في العلاقات الدولية، وينتقص من حق إيران في التخصيب طبقاً لبنود معاهدة حظر الانتشار النووي". وأضاف متكي أن المشاورات بين إيرانوروسيا يمكن أن تسهم بشكل جدّي في إحلال الاستقرار والهدوء في المنطقة وتقليص الأزمات. من جانبه، أعلن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو أن بلاده تتمنى تجنب تصعيد مع طهران بشأن برنامجها النووي، مبدياً "أمله بأن تتواصل المفاوضات" بين إيران والوكالة الذرية. وقال رئيس الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية على أكبر صالحي ل"رويترز" إن بلاده لا تعتزم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. أضاف "زعيمنا الروحي يقول إن امتلاك سلاح نووي خطيئة، وإذا أردنا الحصول على أسلحة نووية فسننسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي". وأكد أن روسيا ستكون لها الأولوية في مشاريع توليد الكهرباء الإيرانية في المستقبل. وسارعت العواصمالغربية إلى الرد على ذلك، مطالبة طهران بالوفاء بالتزاماتها حيال المجتمع الدولي. واعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس أن إعلان إيران نيتها بناء عشرة مصانع جديدة للتخصيب أمر "غير مقبول". وأكد الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا أن بناء منشآت إيرانية جديدة لتخصيب اليورانيوم سيكون "قراراً سيئاً". وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيليه "إذا رفضت إيران اليد الممدودة، علينا أن تتوقع عقوبات أكثر تشددا". لكن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو أعلن أن بلاده تأمل في تجنب تصعيد مع طهران، مبديا "أمله بأن تتواصل المفاوضات" بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أن بريطانيا قد تفكر مع نهاية العام بفرض عقوبات جديدة على طهران، رغم تأكيده أن "الأولوية" لا تزال للعمل في شكل تؤتي المباحثات ثمارها. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اعتبر أن عناد إيران لجهة تجاهلها طلبات الوكالة الدولية "بالغ الخطورة".