تعرف محلات بيع اللوازم المدرسية إقبالا منقطع النظير من قبل الأولياء الذين شرعوا منذ فترة في اقتناء مختلف الأدوات لأبنائهم المتمدرسين الذين سيلتحقون بمقاعد الدراسة غدا، غير أن ارتفاع الأسعار أرق كثيرا العائلات خاصة أن الدخول المدرسي لهذا العام تزامن مع شهر رمضان واقتراب عيد الفطر، مما ضاعف من ميزانية الأولياء الذين يجدون أنفسهم مجبرين على تزويد أبنائهم بمحافظ بها كل اللوازم ليضمنوا لهم موسما دراسيا ناجحا حتى وان كلفهم ذلك فواتير فوق طاقتهم. فلا شك أن الراغب في اقتناء الأدوات لأبنائه هذه الأيام يصاب بالدهشة والحيرة من الارتفاع الذي بلغته هذه الأخيرة سواء المستوردة منها أوالمصنوعة محليا، فيكفي القيام بجولة إلى بعض محلات وأماكن بيع مختلف اللوازم المدرسية لمعرفة حجم معاناة أغلبية الأولياء وعدم قدرتهم على تجاوز مشكل ارتفاع الأسعار الذي أصبح هاجسا يتكرر كل سنة بمناسبة الدخول المدرسي، فإذا كان البعض قد فضل التوجه إلى المحلات لجس النبض قبل الحصول على قائمة اللوازم التي سيمليها الأساتذة على التلاميذ بداية من الأسبوع المقبل، فإن البعض الآخر شرع في اقتناء الأدوات من المحلات والأسواق الشعبية التي تعرض فيها لتجنب الضغط الذي تشهده مثل هذه المناسبات خاصة بالنسبة للذين يعيلون أكثر من متمدرس واحد. وقد كشفت الجولة التي قمنا بها لبعض المحلات والأسواق التي تباع فيها اللوازم بالعاصمة ارتفاع سعر الأدوات بمختلف أنواعها ارتفاعا متباينا وخاصة منها الكراريس التي ارتفع سعرها في السوق الوطنية بما يعادل 15بالمئة مقارنة بالدخول المدرسي الماضي، حيث أصبح التهاب الأسعار أمرا مؤكدا خاصة بالنسبة للكراريس بسبب سعر الورق الذي قفز في السوق العالمية بشكل قياسي ليقدر الطن الواحد من الورق ب1300دولار بعدما كان لا يتعدى 950 دولار. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع سعر الكراريس المستوردة بنسبة فاقت 20 بالمئة، بينما تراوحت الزيادة في الكراريس المصنوعة محليا من 1 إلى 2 دينار وهو ما جعل الأسعار في غير متناول المتمدرسين الذين سيكلفون أولياءهم ميزانية باهظة كون كراس من120صفحة يكلف خمسة وعشرين دينارا، بينما يكلف سعر كراس من64 صفحة 19دينارا، مقابل30 دينار لكراس من 192 صفحة و87 دينارا لكراس من 288 صفحة و147دينارا لكراس من 384 صفحة، كما ارتفع سعر الكراريس التطبيقية المختلفة الأحجام والألوان. من جهة أخرى، يلاحظ الزبائن وزوار محلات بيع المواد المدرسية ارتفاع أسعار المحافظ خاصة ذات النوعية، حيث تجاوز سعرها 3000 دينار بإحدى المحلات بالعاصمة، بينما ينخفض سعر هذه الأخيرة على مستوى الأسواق الشعبية ويعرضها بعض الشاب بأثمان معقولة لكن نوعيتها رديئة خاصة ذات الصنع الصيني مثلما أكدت والدة تلميذة "ل "المساء"، مشيرة إلى أن اقتناءها محفظة من نوع رديء السنة الفارطة كلفها ضعف السعر لأنها اضطرت لشراء محفظة أخرى بعد فترة قصيرة خاصة أن البرنامج الدراسي الحالي مكثف ويتطلب من التلميذ حمل كمية كبيرة من الأدوات يوميا. وفي هذا الصدد، قال والد تلميذين التقيناه بمحل"تكنو" للمواد المدرسية بالعاصمة وجدناه يملا السلة المخصصة لحمل الأدوات وبيده قائمة من اللوازم أنه يفضل تزويد أبنائه بما يلزمهم من أدوات من هذا المحل لأنه يفضل النوعية الجيدة والأدوات المختلفة الأشكال والألوان التي تبدو جذابة. ولم يكن هذا الأخير الوحيد الذي اختار هذا المحل الذي وجدناه يعج بالزبائن الذين يختارون من الرفوف كلما يستحقونه،رغم أنهم لا يغادرونه دون ترك مبلغ باهظ، فسعر الممحاة، الألوان، المقلمة والأقلام هو الآخر مرتفع رغم حجمها الصغير إذ يتراوح سعر الألوان بين170دينار، 350 دينار و400 دينار، سعر أقلام الحبر الجاف 15دينار، المسطرة بين 15و20 دينارا بينما يصل سعر المقلمة من صنع فرنسي إلى 270 دينارا مقابل 100 دينار لمقلمة من الصنع الصيني. المنتوجات الصينية في الموعد وقد غزت اللوازم المدرسية من الصنع الصيني الأسواق الشعبية التي تعرضها بأسعار معقولة، حيث تشهد إقبالا كبيرا من قبل الأولياء والعائلات ذات الدخل المتوسط التي وجدت فيها ضالتها رغم نوعيتها الرديئة خاصة أنها تصنع من مواد غير صحية ولها أثر على التلاميذ منهم تلاميذ التحضيري والابتدائي الذين لا يحسنون استعمالها في غالبية الأحيان. وما زاد من معاناة الأولياء هذا العام هو سعر المآزر الذي لا يقل عن700 دينار، وكذا تحديد لون موحد بالنسبة للمأزر الذي شكل هو الآخر هاجسا لهم خاصة مع قلة التحسيس بالألوان التي وقع عليها الاختيار وعدم وجود العدد الكافي في السوق، مما جعل الأولياء يسابقون الزمن للحصول على مآزر لأبنائهم قبل الدخول المدرسي رغم أن القرار سوف لن يطبق بصرامة خلال هذا الدخول خاصة أنه من الصعب تحضير أكثر من ثمانية ملايين مئزر في وقت وجيز.