يُعد جناح "الأهقار" المخصص للأطفال، من أبرز أركان الصالون الدولي 27 للكتاب في الجزائر، إذ يعتبر من أهم الوجهات التي تفضلها العائلة الجزائرية، من أجل إرضاء رغبات أبنائهم في اللعب والتسلية، ورغباتهم كأولياء يحرصون على تقديم تحصيل علمي وأدبي أفضل. ويُسجل الصالون كل عام، نجاح هذا الجناح، إذ من خلال اهتمامه بالأطفال، يُثبت أن الاستثمار في الجيل الناشئ هو الطريق نحو مستقبل أفضل، لما يلتقي الإبداع بالقيم، ويُصنع الأمل من بين صفحات الكتب، والمعرض ليس مجرد حدث ثقافي، بل مشروع وطني يساهم في تشكيل وعي الأطفال وتنمية قدراتهم. القيم الأخلاقية تتصدر المشهد عند مدخل الجناح، نجد سلسلة كتب حول الأخلاق، صادرة عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، والتي تستعرض دروسا تربوية، تتناول السلوكيات اليومية للأطفال. من طريقة التحدث بأدب إلى التصرف على المائدة، مرورا بقيم الاحترام والتعاون، تنقل هذه الكتب رسائل بسيطة، لكنها عميقة. تقول فاطمة، أم لطفلين، بينما تتصفح أحد الكتب "هذه الكتب تساعدنا كأولياء، على غرس القيم الصحيحة لدى أطفالنا. إنها ليست مجرد قصص، بل أدوات لتربية الجيل الجديد على أسس أخلاقية سليمة". كلاسيكيات بلمسة معاصرة تعرض دار النشر "الياسمين" مجموعات قصصية كلاسيكية، مثل "بياض الثلج"، "سندريلا" و«الفتى الصغير بوسيت"، بألوان الأغلفة الزاهية، جذبت الأطفال، وبدأوا يلتقطون الكتب بحماس، تعكس هذه الصورة أهمية الواجهة وبريقها في استقطاب الصغار واقتناء الكتب. يوسف، طفل في العاشرة من عمره، أمسك كتاب "سندريلا" قائلا "أحب هذه القصص، لأنها تأخذني إلى عالم آخر مليء بالمغامرات"، وأضافت والدته "هذه القصص تغذي خيال الأطفال وتعلمهم المثابرة والقيم بطريقة مشوقة. حكايات من الأساطير الجزائرية في كتب اختار جناح دار النشر "القصبة"، في الجناح المركزي، أن يروي للأطفال قصة الجزائر، من خلال شخصية "لطفي"، الذي يسافر في مغامرات داخل القصبة، قصر "خداوج العمياء"، وحتى قبر المسيحية. عبد الكريم، والد طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، قال "أريد أن يتعرف ابني على تاريخ بلده بطريقة مبسطة وممتعة. هذه الكتب تجعل من التعلم تجربة شيقة للأطفال". ورشات تعليمية: مساحات للإبداع والتفاعل لم يقتصر المعرض على الكتب فقط، بل قدم للأطفال ورشات تعليمية شملت القراءة، الكتابة، والرسم. يجلس أطفال متحمسون حول طاولات ملونة، يحملون أقلام التلوين وينسجون عوالمهم الخاصة. سمية، أم لثلاثة أطفال، قالت "هذه الورشات ليست مجرد تسلية، بل هي فرصة للأطفال للتعبير عن أنفسهم وتطوير مهاراتهم بطريقة إبداعية". في جناح آخر، جذب الاتحاد التونسي للناشرين الأطفال، عبر كتب تفاعلية، تستعرض موضوعات علمية، مثل الفضاء وعالم الحيوانات. ابني يعشق العلوم، وهذه الكتب مثالية لتوسيع مداركه بطريقة ممتعة"، تقول أمينة، وهي تراقب ابنها، وهو يتصفح كتابا عن الكواكب. تاريخ الثورة حاضر في كتب الصغار تم عرض كتاب بعنوانه "الفتى ياسف"، يحكي قصة عمر ياسف، أحد شهداء الثورة الجزائرية. الكتاب يهدف إلى تعريف الأطفال بتضحيات أبطال التحرير، ما يعزز حب الوطن لديهم منذ الصغر. بالنسبة لعلي، أحد منظمي الورشة، قال إن "الهدف ليس فقط تعريف الأطفال بالتاريخ، بل غرس شعور الانتماء والاعتزاز بوطنهم".