كشف الصحفي السويدي دونالد بوستروم أمس أخطر جريمة يقترفها الإسرائيليون، وهي تشريح جثث الشهداء الفلسطينيين وسرقة أعضائها ضمن شبكة عالمية تنشط منذ سنوات، مشيرا إلى أنه استقصى الأمر مع العديد من العائلات وكذا الأطباء الذين أكدوا أن جثث الشهداء اعتدي عليها ونزعت منها أعضاء، إلى درجة أن بعض الجثث التي أعيدت خياطتها كانت فارغة تماما من الأعضاء. مارواه الصحفي السويدي صاحب الخبرة العريقة في القضية الفلسطينية أمس بدار الصحافة بالقبة، يندى له الجبين، فقد ذكر المتحدث الذي استضافته الفدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين أنه كان ينوي اصطحاب ابنته التي كانت شاهدة على الجرائم لولا تأثرها بتهديدات عبر الهاتف، وقد لبى الصحفي بوستروم دعوة الفيدرالية التي تكون سباقة في احتضان هذا الصحفي المهني والمحقق العلمي كما وصفه رفيقه الدكتور محمد رحال، وهو مستشار في القضية الفلسطينيةبالسويد، فبوستروم صاحب كتاب "إن شاء الله" الذي كتبه في 2001 بحجم 420 صفحة ويضم 200 صورة التقطها الصحفي وتعبر عن معاناة الفلسطينيين اليومية مع الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى مقالات له ولكتاب سويديين لديهم الخبرة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ومنطقة الشرق الأوسط. كما كتب الصحفي السويدي مقالا في الصحيفة السويدية "أفتون بلادت" بعنوان "أبناؤنا نهبت أعضاؤهم" في أوت 2009 تحدث فيه عن سرقة الجيش الإسرائيلي لأعضاء شبان فلسنطينيين بعد قتلهم لبيعها لوكالات المتاجرة بالأعضاء البشرية في نيو جرسي، مما جعل هذا المقال يفجر أزمة في العلاقات السويدية الإسرائيلية، خاصة مع رفض السويد الاعتذار عما جاء في المقال. وذكر الأمين العام لفيدرالية الصحفيين الجزائريين السيد عبد النور بوخمخم أن الفيدرالية تتشرف باستضافة هذا الصحفي الرمز وتعلن تضامنها باسم الصحفيين الجزائريين كونه مهنيا وقام بعمله على أحسن وجه، وكونه إنسانيا تحرك فيه الضمير الآدمي، مشيرا إلى أن استضافة الصحفي كانت فكرة لتتجسد في وقت قصير بفضل عدة جهات إعلامية وثقافية لتكون الجزائر بذلك أول محطة لكاشف الجرائم الإسرائيلية، مضيفا أن أول جائزة للفيدرالية ستعطى لبوستروم الذي يملك من المهنية والجرأة والإنسانية ما لا يوجد لدى غيره. للإشارة فقد تداول على إلقاء كلمات مقتضبة عدة وجوه برلمانية وحقوقية حضرت اللقاء الذي نشطه الصحفيون وطرحوا خلاله عدة أسئلة دارت حول موضوع المتاجرة بالأعضاء البشرية للشهداء الفلسطينيين. وكان السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لأمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني استقبل سهرة أول أمس الصحفي السويدي كارل دونالد بوستروم الذي كشف ممارسات الجيش الاسرائيلي المتمثلة في سرقة الأعضاء البشرية من جثث الشهداء الفلسطينيين. وفي مقابلة مع الصحفي بوستروم بمقر حزب جبهة التحرير الوطني حضرها سفير دولة فلسطينبالجزائر وأعضاء من فدرالية الصحافيين الجزائريين أكد السيد بلخادم أن حزبه "يكبر في السيد بوستروم الشجاعة الأدبية والموضوعية والصدق في تناول موضوع بمثل هذه الدقة والمتمثل في سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينين بعد قتلهم". وقال السيد بلخادم أن هذا الصحفي "كانت له الشجاعة لأن يخرج ضد لوبي صهيوني كبير بكشفه لأحد جوانب جرائم الجيش الاسرائيلي "وبذلك كما أضاف "اتضح زيف إدعاءات الصهاينة في وسط الرأي العام العالمي مذكرا بالمناسبة بعدالة القضية الفلسطينية". وفي تدخله أمام إطارات حزب جبهة التحرير أكد الصحفي بوستروم أنه تمكن في تحقيقه الصحفي المدعم بالصور من "كشف 130 حالة سرقة أعضاء من بينها 52 حالة تم تشريحها من قبل الجيش الإسرائيلي" مشيرا في نفس الوقت إلى الصعوبات والعراقيل الكبيرة التي اعترضته في أداء هذا الحقيق. ومن جهة أخرى طالب الصحفي السويدي "بتحرك دولي جاد خاصة من قبل الهيئات الدولية المختصة لإماطة اللثام عن مثل هذه الممارسات اللاإنسانية في حق شعب أعزل" موضحا أن هناك شبكات دولية تقوم بسرقة الأطفال في دول عديدة من بينها فلسطين للقيام بالاتجار بالاعضاء البشرية.