أكد مشاركون في ندوة حول الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بالجزائر العاصمة أن تشكيل هذه الأخيرة يوم 19 سبتمبر 1958 يعد "انتصارا للدبلوماسية الجزائرية" بعد مرور أربع سنوات من اندلاع الثورة التحريرية. وأوضح المشاركون في هذه الندوة التي نظمها المتحف الوطني للمجاهد بمناسبة الذكرى ال51 لتأسيس الحكومة المؤقتة أن تشكيل الحكومة المؤقتة كان يهدف إلى التعريف بالقضية الجزائرية ومواجهة حملات الدعاية والتشكيك التي هيمنت على المجهود الدبلوماسي الفرنسي للتشويه بالثورة التحريرية العادلة. وفي هذا الإطار أكد السيد عبد الحميد مهري احد أعضائها أن تشكيل هذه الحكومة قد أعطى "دفعا جديدا" للثورة التحريرية لاسيما في تعاملها وعلاقاتها مع دول العالم المؤيدة لها. كما أن هذه الحكومة لعبت "دورا كبيرا" في الدبلوماسية - كما اضاف السيد مهري - من خلال التعريف بالقضية الجزائرية العادلة في مختلف المحافل الدولية حيث "تمكنت من الحصول على اعتراف العديد من الدول العربية والأجنبية الصديقة لها". وأبرز في نفس الوقت دور الثورة التحريرية في تكوين إطارات مسيرة بعد الاستقلال لاسيما في المجالين العسكري والدبلوماسي. وأكد السيد مهري في تدخله على ضرورة الاحتفال بذكرى 19 سبتمبر 1958 تاريخ ميلاد الحكومة المؤقتة و19 مارس يوم عيد النصر وباحتفالات 5 جويلية لفائدة الأجيال الصاعدة والحفاظ على ذاكرة الأمة. ومن جهته أوضح السيد لمين خان عضو سابق في الحكومة المؤقتة أن الثورة التحريرية "عرفت محطات تاريخية هامة" ابتداء من اجتماع مجموعة ال22 وانتفاضة الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام إلى جانب تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة. وذكر بدور الحكومة في تسيير مفاوضات ايفيان والتوصل إلى وقف إطلاق النار والاستقلال الوطني يوم 5 جويلية 1962. أما الدبلوماسي صالح بلقبي فقد تطرق إلى دور الدبلوماسية الجزائرية في المحافل الدولية لإسماع صوت الثورة التحريرية والتعريف بقضيتها العادلة لاسيما في مؤتمر دول عدم الانحياز بباندونغ في أفريل عام 1955 حيث اعترف آنذاك الكثير من الدول بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره وتحقيق استقلاله وحريته. كما أكد من جهته السيد سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة يعد "تتويجا للكفاح البطولي والتضحيات الجسام للشعب الجزائري". ويرى السيد عبادو أن هذه الحكومة قد "لعبت دورا كبيرا في اعتراف العديد من الدول بها وبعدالة القضية الجزائرية وإضفاء على الثورة التحريرية طابع الشرعية. (وأ)