دعا المتدخلون، خلال يوم دراسي حول داء السرطان، نظم بمدينة بومرداس، أول أمس، إلى أهمية تفعيل كل سبل الوقاية، بما فيها الاستعمال الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، لتمرير رسائل توعوية حول أهمية العناية بالنمط المعيشي الجيد، المبني على التغذية الصحية والحركة. كما دعوا إلى تكثيف حملات التشخيص المبكر على مدار السنة، بهدف فرملة استفحال هذا الداء. نظمت جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان لولاية بومرداس، مطلع الأسبوع الجاري، يوما إعلاميا ودراسيا حول داء السرطان، إحياء لليوم العالمي لمكافحة هذا الداء، المصادف للرابع فيفري من كل سنة، حيث جددت رئيسة الجمعية، السيدة مليكة رازي، بالمناسبة، نداءها للسلطات الولائية، من أجل تمكين الجمعية من مشروع "دار للإيواء" لفائدة مرضى السرطان. "الرحمة" تبحث عن دار للإيواء حسب السيدة رازي، في تصريح ل"المساء"، على هامش اليوم الدراسي المذكور، فإن الجمعية طرحت فكرة هذا المشروع مؤخرا، على السيدة والي بومرداس، التي ثمنت هذه الخطوة، خاصة أن المشروع إنساني ذو أهداف نبيلة، مردفة بقولها: "مازلنا ننتظر تمكين جمعيتنا من قطعة أرض، لإقامة دار الإيواء أو أي هيكل نقوم بتهيئته من أجل هذا الهدف"، وأبدت المتحدثة رغبتها في أن تكون هذه الدار، بالقرب من مستشفى 240 سرير بمدينة بومرداس، والذي سيتم وضعه حيز الخدمة قريبا، وهو صرح طبي باختصاصات طبية وجراحية متنوعة، ينتظر أن يحتوي على قسم لأمراض الأنكولوجيا، بالتالي تقريب العلاج من مرضى السرطان أكثر فأكثر. كما أبدت السيدة مليكة رازي تفاؤلها الكبير بهذه الخطوة، التي ستساهم بشكل كبير في تحسين الخدمات الصحية العمومية الموجهة لصالح مرضى السرطان تحديدا، مشيرة في الوقت نفسه، إلى حلول أخرى يمكن اقتراحها في ذات الشأن، لتجسيد هذا المشروع الإنساني، حيث اقترحت على السلطات، تمكين الجمعية من شقتين في أي مشروع سكني بجوار المستشفى أو ببلدية بومرداس، يتم تحويلهما إلى دار لإيواء مرضى السرطان. يعتبر مشروع دار الإيواء لمرضى السرطان، من بين أهم المشاريع التضامنية التي تحمل جمعية "الرحمة" همّ تجسيده في الولاية رقم 35، حيث سبق وأن طرح على مسؤولي الولاية في أكثر من مناسبة، خلال السنوات الأخيرة، ورغم هدفه النبيل، إلا أنه لم يتجسد بعد، لأسباب قالت المتحدثة إنها غير معروفة، مؤكدة بأن الجمعية تسعى من خلاله إلى فتح باب لمرضى الداء، ممن يضطرون إلى التردد على مصالح العلاج الإشعاعي بصفة يومية، في مستشفيات تيزي وزو أو العاصمة أو البليدة، حيث ستمنح دار الإيواء فرصة لهؤلاء من أجل المكوث بها خلال تلقي هذا النوع من العلاج، عوض العودة إلى منازلهم البعيدة، وتكبد عناء ومشقة السفر في مثل حالتهم الصحية الهشة، كما تطرح المتحدثة، فكرة إقامة ورشات للتثقيف الصحي خاصة بمرضى الداء، يشرف عليها فريق طبي وشبه طبي متضامن مع الجمعية. الغذاء سبب الداء عن اليوم الدراسي المنظم بمدينة بومرداس، حول السرطان، دعا المتدخلون خلاله، إلى تكثيف حملات التوعية والتحسيس حول النمط المعيشي الصحيح، المبني على الأكل الصحي والحركة، حيث قال الدكتور خالد لونيس، طبيب مختص في تشخيص الأمراض بمستشفى "نفيسة حمود" بالعاصمة، أن من بين الأسباب المؤدية إلى استفحال الإصابة بالسرطان؛ النمط الغذائي الخاطئ المشبع بالدهون، ولفت في معرض حديثه مع "المساء"، على هامش نفس التظاهرة، أن كثرة استهلاك اللحوم الحمراء، خاصة المشوية بطريقة خاطئة، تبقى من عوامل الإصابة، وبالمثل اللحوم المعلبة التي فيها مواد حافظة، وكذا المقليات المشبعة بالدهون، معتبرا أن الأفراد في مجتمعنا أصبحوا يعرضون أنفسهم طواعية لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما فيها السرطان، رغم علمهم المسبق بخطورة ما يأكلون، موجها نصائحه بالدرجة الأولى، إلى ربات البيوت، لإيلاء عناية قصوى بتغذية أفراد أسرهن، بالاعتماد على نمط تغذية حوض المتوسط، المبني على الخضر وزيت الزيتون، فيما دعا السلطات الصحية إلى تكثيف العمل المنسق مع وسائل الإعلام، للتوعية بهذه المسألة، وكذا بأهمية الحركة، بما في ذلك استعمال وسائط التواصل الاجتماعي التي قال إنها تبقى عاملا لا يستهان به، لتمرير رسائل توعوية لصالح الأجيال الناشئة حول نفس الاهداف. 51 ألف إصابة جديدة بالسرطان من ناحية الأرقام، أشار البروفسور محمد لوكال، مختص في الأنكولوجيا بمستشفى "يسعد حساني" بالعاصمة، إلى أنها تبقى مخيفة، بالنظر إلى ارتفاع حالات الإصابة سنويا بأنواع السرطان، متحدثا عن أرقام عام 2021، التي سجلت 49144 حالة إصابة جديدة، لترتفع خلال عام 2022 إلى 51095 حالة جديدة، حسب الإحصائيات الرسمية، موضحا أن سرطانات القولون والمستقيم، البروستات والرئة، تبقى أولى الأنواع لدى الرجال، فيما تأتي سرطانات الثدي، القولون والغدة الدرقية الأولى لدى النساء، مشيرا في هذا السياق، إلى كون سرطان الغدة الدرقية سجل 1776 حالة إصابة جديدة لدى النساء في 2022، أي ما يمثل 17.9٪ من معدل الإصابة، معتبرا أن هذا النوع من السرطان تحديدا كان "مخفيا"، داعيا إلى إجراء حملات تشخيص مبكر، على غرار ما يقام كل شهر أكتوبر لتشخيص سرطان الثدي، وتشخيص أنواع السرطان لفرملة استفحاله، مثمنا في السياق، ما تقوم به الجمعيات من عمل توعوي كبير يستحق التنويه والإشادة..