❊ حلويات عصرية ب 1200 دج للقطعة ❊ حلوى الوهم البصري تخطف الأنظار ❊ أسعار الحلويات في الأحياء الراقية تتجاوز المنطق ❊ صانعو حلويات يفرضون أسماءهم ❊ طوابير لاقتناء بريوش الزبدة تنقلت "المساء" في إعدادها هذا الربورتاج إلى بعض محلات بيع الحلويات العصرية والشعبية بالجزائر العاصمة؛ في محاولة لعيش أجواء الأيام الأولى من الشهر الفضيل؛ حيث كانت الحركة كبيرة. وقد اكتظت الأسواق والمحلات بالمواطنين، الذين يبدو أنهم حرصوا على وجودها على مائدة السهرة؛ حيث جهّزت محلات الحلويات الشعبية حصتها من "قلب اللوز"، و"الزلابية"، و"المقروط"، و"القريوش"، فيما عرضت المحلات العصرية أنواعا مختلفة من الحلويات العصرية، التي شهدت ارتفاعا رهيبا في أسعارها، تراوحت بين 600 دج و800 دج، وحتى 1200 دج. شد انتباهنا خلال تجوالنا ارتفاع أسعار "الحلويات" بمختلف أنواعها، فسنة وراء أخرى يستيقظ المواطنون خلال هذه المناسبة، على أسعار جديدة. وفيما تقبَّل البعض الأمر بكل بساطة، لم يرق ذلك للكثيرين، لا سيما أن الفارق في الزيادة كبير. إلا أن ذلك لم يمنعهم من البقاء أوفياء لتقاليدهم الاستهلاكية، في حين عمد آخرون إلى تحضير تلك الحلويات بالبيت؛ بغرض تخفيف أعباء المصاريف التي قد تكون مكلفة في آخر الشهر، لا سيما أن أصحاب القنوات الخاصة بالطبخ وأكبر"الشياف"، باتوا يتنافسون بأدوارهم في عرض تشكيلات مختلفة من الحلويات العصرية بطرق بسيطة، تمكّن الخاص والعام من تحضيرها بالبيت. والغريب في الأمر أن عبارة "كلش زاد" التي حفظها بعض التجار عن ظهر قلب، كانت الإجابة عن سؤالنا عند استفسارنا عن سبب تلك الزيادة الملفتة في الأسعار، خصوصا أن بعض القطع من الحلويات تراوحت بين سعر 600 و800 دينار، وحتى أكثر في بعض الأحياء "الراقية"، أو داخل محلات اشتهرت أسماؤها ببيع الحلويات، التي يبدو أنها ليست دائما معيار "الذوق الرفيع" والنوعية الجيدة، حسبما أكد كثيرون. محلات تتحوّل إلى مرادف "البرستيج" في الوقت الذي يثبت كثير من المواطنين وفاءهم لبعض المحلات البسيطة، الأمينة في عملها، يبحث آخرون عن "اسم" المحل الذي أخذ البعض منهم الشهرة بسبب الكثير من العوامل؛ قدم المحل، وموقعه، أو حتى أحيانا غلاء السلع. نعم، واقع، للأسف، أصبح يستقطب الكثيرين؛ فكلما كانت بالنسبة للبعض الأسعار مرتفعة، كلما توهّموا أن الجودة حاضرة حتى وإن كان الأمر ممكنا لبعض المحلات الشهيرة، إلا أن أخرى اكتسبت الاسم لا غير، هذا ما أجمع عليه عدد من الزبائن الذين حدثتهم "المساء" ببعض تلك المحلات. وعلى مر السنوات، صنع كثير منها أسماء لها. وتحولت من مجرد محلات بسيطة إلى محلات كبيرة، بل وحتى مقاهٍ، ومطاعم ومتعهدي طعام، لتتحول إلى قطب جذب قوي للراغبين في تناول حلويات "البريستيج"؛ تلك الكلمة المأخوذة من الرقيّ، والتي أحيانا ترادف الشكل الخارجي للقطع المزيَّنة بمختلف المكسرات، أو قطع التزيين، وتأخذ الشكل المتناهي في التفاصيل. جدير بالذكر أن تلك الصدارة التي أخذتها بعض تلك المحلات، جعلت الكثير منها تفتح فروعا لها في أشهر بلديات العاصمة، أو بالأحرى " الأكثر حركة"؛ للتقرب أكثر من الزبائن؛ ما جعلها توسع حصتها من السوق، وتظفر بأكبر قدر ممكن من الزبائن عبر مختلف البلديات. الأوفياء ل"قلب اللوز سرير" في الموعد محطّتنا الأولى كانت محل "سرير" لبيع الحلويات ببلدية باب الزوار، أحد الفروع الجديدة لتلك السلسلة، التي تشهد وفاء للاسم؛ إذ يتنقل المواطنون إلى بلديات بعيدة لاقتناء حلوياتها، خصوصا قلب اللوز خلال الشهر الفضيل؛ حيث أخذ المحل الشهرة من أول صنّاع تلك الحلوى الشعبية بالعاصمة، بعد أن تناقلت أجيال تلك العائلة الوصفة الأصلية للحلوى، وحوّلتها إلى تجارة مربحة تشد فضول كثير من الزبائن لاقتناء "قلب اللوز" صاحب الشهرة الكبيرة، والذوق المميز من تلك المحلات. وفي هذا الصدد قالت ريم بائعة بالمحل، إن الزبائن يقبلون بشدة عليه لاقتناء الحلويات الخاصة بالشهر الفضيل؛ كقلب اللوز، وخبز الباي، والبريوش، والمقروط والسيقار، والمحشوّة غالبا باللوز، إلى جانب القطايف التي تختلف بين حشو اللوز أو الجوز، والتي تُعد هي الأخرى من أكثر مبيعات المحل. وعن سعر قلب اللوز الاكثر مبيعا في الشهر الفضيل، فيتراوح سعر القطعة بين 70 دينارا للعادي و100 دينار للمحشو باللوز، إلى جانب قطايف اللوز التي تعدّ هي الأخرى واحدة من أساسيات مطلب زبائن المحل الأوفياء، الذين يبحثون عنها، تقريبا، بشكل يومي. ول"المحروسة" زوارها أيضا وفي محل "المحروسة" ببلدية سيدي امحمد وبالتحديد بحي أول ماي، اقتربت "المساء" من وليد بائع بالمحل، الذي كان منذ أولى ساعة من اليوم، منهمكا في البيع، وخدمة الزبائن، الذين شكلوا طابورا طويلا أمام المحل؛ قال إن المحل في شهر رمضان تحوّل من محل كان يعرض خدمات متكاملة من تقديم الحلويات والمرطبات والعصائر والمثلجات خلال الأيام العادية، الى محل لبيع قلب اللوز بمقابل 100 دينار للقطعة المحشوة باللوز؛ حيث يشتد الطلب على تلك الحلوى. وأضاف وليد أن بفضل النوعية التي تقدمها تلك المحلات التي تعرف هي الأخرى انتشار سلسلة لها عبر العديد من البلديات، وعلى عكس بعض السلاسل التي تستهدف الأحياء الراقية، فالمحروسة، تستقطب أكثرَ الأحياء الشعبية، التي، هي الأخرى، لها زبائن أوفياء، لا يريدون عنها بديلا على صينية القهوة أو الشاي في السهرة. بريوش الزبدة يستقطب زبائن "نور الهاني" محل نور الهاني بالعاصمة وبالتحديد في شارع ديدوش مراد، هو الآخر حوّل محله من "مطعم / مقهى" إلى محل لبيع الحلويات الرمضانية؛ حيث كان ل"المساء" لقاء مع آمال التي كانت بصدد تحضير ركن الحلويات الرمضانية التي تخصصها إدارة المحل، فقط، بمناسبة الشهر الفضيل، ليبقى الجزء الكلاسيكي منها يعرض حلويات عصرية أكثر على غرار"التارت"، وقطع الحلويات، و"كيك الميلاد" وغيرها من الحلويات العصرية. وأكدت آمال: "خلال الشهر الفضيل تتوجه العائلات أكثر نحو استهلاك قلب اللوز، والمحنشة، والسيقار والبريوات المعسلة، فضلا عن أحد اكثر مبيعات المحل؛ "بريوش الزبدة"، الذي تحضّره نسوة المحل منذ سنوات، تقتنيه العائلات أكثر لوجبة السحور". وعن أسعار بعض القطع التي تراوحت بين 500 دينار و1000 دينار؛ من حلوى مصنوعة من الجينواز، والكريمات، وبعض حشوات المكسرات والكاراميل، والزبدة، أكدت أن ذلك راجع لارتفاع أسعار المواد الأولية، خاصة من المكسرات والزبدة. وقالت إن الزبدة بلغ سعرها 2200 دينار للكيلوغرام الواحد. والفستق يبلغ سعره 4200 دينار للكيلوغرام؛ كل ذلك يكلف الكثير، ويدفع إلى الزيادة في أسعار البضاعة المعرضة. حلويات الوهم البصري.. صيحة جديدة تستقطب الكثيرين وفي محل آخر وسط حيدرة، اقتربت "المساء" من محل "لالشيمست"، الذي أعطى طابعا آخر للحلويات الرفيعة، بعض أنواعها المعروضة خلق ضجة في الدول الأوروبية، وهي حلوى "الوهم البصري". وباعتبار أن اليومَ العالم يتحول إلى عالم استهلاكي، فإن الموضة ومحاولة مواكبتها تمس، أيضا، ذلك العالم. وأصبحت تلك المحلات تتناقل وصفات تلك الحلوى "الوهم البصري"، التي توهم الناظر إليها بأنها قطع حقيقية من الفواكه، وإنما هي حلوى مصنوعة بتفاصيل حبة الفاكهة؛ من ورقة السكر، وورقة اللوز، والجينواز، والكريمات، التي تعطي شكل فاكهة الموز، أو البرتقال، أو حتى مواد أخرى كحبة القهوة، أو حبة البندق أو غيرها من المواد التي تحمل تلك الأذواق؛ لتخلق إحساسا بالمتعة عند تذوّقها. وعن أنواع الفواكه فتختلف بين المانجو، والبرتقال، والإجاص، والتفاح والتي يتراوح سعرها بين 900 و1200 دينار للقطعة، مصنوعة من منكهات غذائية لتلك الفواكه، وكريمات "الغاناج"، والشوكولاطة البيضاء، تضيف محدثتنا، مبررة ارتفاع تلك الأسعار بنوعية المواد المستخدمة للتحضير، وكذا دقة وتفاصيل وجهد إنتاج تلك القطع "الفنية"، على حد قولها. محلات بسيطة مازالت تحافظ على الذوق الرفيع هذا ما اتفق عليه العديد من الزبائن الذين حدثتهم "المساء"، بين عدد من المحلات البسيطة، ووسط الأحياء الشعبية بالعاصمة؛ حيث كانت اللذة والنوعية في الموعد. محل صغير بالعاصمة لبيع حلوى" الميلفاي"، أو أقدم محل بباب الوادي لبيع قلب اللوز، أو آخر بالحراش، لبيع المحنشة أو خبز الباي، أو بحي بلوزداد لبيع البريوش، مقابل أسعار بسيطة في متناول الجميع، إلا أن اللذة كانت حاضرة، ورائحة طيبة تنبعث من تلك المحلات، وكثير منها استقطبت البسيط وميسور الحال، في طوابير لانتظار الدور، واقتناء تلك الحلويات التي تتراوح أسعارها بين 30دج و100 دينار كأقصى حد لتلك الحلويات المصنّعة بمواد بسيطة، إلا أن تفاني الطهاة وإتقانهم لعملهم خاصة حفاظهم على أصالة الوصفات دون إضافات، جعل من تلك المحلات قِبلة مثالية لمحبي "الذوق"، وليس البرستيج فقط.